المسأله على من أكل مع الجماعة، لأن ذلك هو التكلّف. وأكلي وحدي هو الأصل، وأكلي مع غيري زيادة في الأصل» .
السلام والطعام:
وحدّثني إبراهيم بن السندي «١» قال: كان على ربض الشاذروان «٢» شيخ لنا، من أهل خراسان. وكان مصححا بعيدا من الفساد، ومن الرشا «٣»، ومن الحكم بالهوى، وكان حفيا «٤» جدا، وكذلك كان في إمساكه، وفي بخله، وتدنيقه «٥» في نفقاته؛ وكان لا يأكل إلا ما لا بد منه، ولا يشرب إلا ما بدا منه. غير أنه إذا كان في غداة كل جمعة حمل معه منديلا فيه جردقتان «٦»، وقطع لحم سكباج «٧» مبرّد، وقطع جبن، وزيتونات، وصرة فيها ملح، وأخرى فيها أشنان «٨» وأربع بيضات ليس منها بدّ، ومعه خلال. ومضى وحده، حتى يدخل بعض بساتين الكرخ «٩»، وينظر موضعا تحت شجرة، وسط خضرة، وعلى ماء جار. فاذا وجد ذلك جلس، وبسط بين يديه المنديل، وأكل من هذا مرة، ومن
1 / 46