المشاركة في طبخ اللحم:
وزعموا أنهم ربما ترافقوا وتزاملوا، فتناهدوا «١» وتلازموا في شراء اللحم، فإذا اشتروا اللحم قسموه، قبل الطبخ، وأخذ كل إنسان منهم نصيبه فشكه بخوصة «٢» أو بخيط، ثم أرسله في خلّ القدر والتوابل.
فإذا طبخوه تناول كل إنسان خيطه، وقد علّمه بعلامة ثم اقتسموا المرق، ثم لا يزال أحدهم يسلّ من الخيط، القطعة بعد القطعة، حتى يبقى الحبل لا شيء فيه. ثم يجمعون خيوطهم. فإن أعادوا الملازمة، أعادوا تلك الخيوط، لأنها قد تشرّبت الدسم فقد رويت. وليس تناهدهم من طريق الرغبة في المشاركة، ولكن لأن بضعة كل واحد منهم لا تبلغ مقدار الذي يحتمل أن يطبخ وحده، ولأن المؤونة تخفّ أيضا، والحطب والخلّ والثوم والتوابل، ولأن القدر الواحدة أمكن من أن يقدر كل واحد منهم على قدر وإنما يختارون السكباج «٣» لأنها تبقى على الأيام، وأبعد من الفساد.
قصة مقلى الخراساني:
حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن سيّار النظّام «٤» قال: قلت مرة لجار كان لي، من أهل خراسان: «أعرني مقلاكم، فإني أحتاج إليه» قال:
«قد كان لنا مقلى، ولكنه سرق» . فاستعرت من جار لي آخر. فلم يلبث الخراساني أن سمع نشيش «٥» اللحم في المقلى، وشمّ الطباهج «٦»،
1 / 44