Буддизм: очень короткое введение
البوذية: مقدمة قصيرة جدا
Жанры
حتى معتقد الإيمان بتناسخ الأرواح - الذي ربما يعد المفهوم البوذي الأصعب على الغرب قبوله - قد تلقى دعما تجريبيا في دراسات شبيهة بتلك التي أجراها الطبيب النفسي الأمريكي إيان ستيفنسون، ولا سيما في كتابه «عشرون حالة تشير إلى تناسخ الأرواح» (1974). الإيمان بتناسخ الأرواح منتشر في كثير من الثقافات، وفي غرب ما بعد المسيحية ستصبح هذه الفكرة مرة أخرى جزءا من الثقافة الشعبية. وقد شهد كثير من الناس استرجاع حياتهم السابقة تحت تأثير التنويم المغناطيسي، وزعموا تذكر تجارب من حيواتهم السابقة. وأيا كانت حقيقة الأمر، فإن فكرة تناسخ الأرواح مثيرة وتضيف زاوية جديدة مثيرة للحياة البشرية تلقى استحسان كثير من الناس.
من نتائج تناسخ الأرواح إمكانية انتقال روح الأفراد عبر أجناس مختلفة، كما هي الحال عندما يولد البشري في صورة حيوان أو العكس. وهذا يقدم منظورا جديدا للعلاقة بين الإنسان وبقية الخلق، وهذا المنظور متوافق إلى حد كبير مع علم البيئة المعاصر. ووفقا للمنظور المسيحي التقليدي فإن الإنسان هو راعي العالم الطبيعي أو الأمين عليه، مسئول أمام الرب عن أداء واجبه، لكنه حر في غير ذلك في بسط سيطرته على النظام الطبيعي. ويرى كثير من علماء البيئة أن هذا المعتقد شجع على الإفراط في استغلال الطبيعة وعزز توجه اللامبالاة بسلامة الأنواع الأخرى. إن التعليم المسيحي القائل بأن الإنسان فقط هو صاحب الروح الخالدة، وبأنه لا مكان في الجنة للحيوانات؛ يبدو «تعصبا نوعيا» وانحرافا عن التوجه الشمولي للفكر المعاصر إلى حد كبير. وعلى النقيض من المسيحية، لا ترسم البوذية حدودا ثابتة بين أشكال الحياة المختلفة. وعلى الرغم من أنها تعترف بأن الحياة البشرية لديها قيمة خاصة، فإنها تقر بأن كل الكائنات الحية تستحق الاحترام في حد ذاتها، وليس فقط من منطلق الفائدة التي تمثلها للبشر.
وتبدو البوذية متوافقة أيضا مع الأيديولوجية الغربية المعاصرة السائدة الأخرى المتمثلة في الليبرالية العلمانية. إن البوذية لا تعرف التعصب، حتى إنها تعلم أتباعها عدم التسليم بتعاليمها دون انتقاد، بل يجب أن يختبروها دائما في ضوء تجاربهم الخاصة. وعلى الرغم من أن البوذية تطلب من أتباعها الوثوق في تعاليم أساسية معينة في المراحل الأولية، وتبني توجه يتسم بالإيجابية والانفتاح العقلي، فإنها تهتم بتطوير الفهم أكثر من اهتمامها بقبول الصيغ العقائدية. علاوة على ذلك، ونظرا لأن البوذية لا تشترط سوى عدد قليل من المتطلبات فيما يتعلق بالاعتراف بالذنب والطقوس وغير ذلك، فقد سهل هذا الأمر على أتباعها العيش بسهولة باعتبارهم بوذيين في مجتمع تعددي، وقلل احتمالية حدوث تعارض صريح مع القيم العلمانية. وربما أسهمت هذه السمة من سمات البوذية في انتشارها في الولايات المتحدة الأمريكية التي تنفصل فيها الكنيسة عن الدولة بموجب الدستور.
وتعتبر البوذية أيضا ليبرالية وتقدمية في مجال الأخلاقيات؛ فتعاليمها الأخلاقية لا يعبر عنها في صورة وصايا تتخذ صيغة الأمر «يجب ألا تفعل كذا!» لكنها تقدم باعتبارها مبادئ عقلانية إذا اتبعها المرء فسوف تؤدي إلى الخير والسعادة له ولغيره. ويقف التسامح البوذي مع وجهات النظر المختلفة على طرف النقيض من بعض الفترات الأكثر ظلامية في تاريخ الدين الغربي الذي كان يستخدم الاضطهاد والتعذيب للقضاء على الهرطقة. وفي أغلب الأحيان يرى الغربيون المعارضون للتوجه الأخلاقي المتعصب للدين السائد في الغرب أن البوذية بديل ملائم يمكن تحقيق أهدافهم الدينية من خلاله. كما يحظى التأمل أيضا باستحسان هائل، ويقدم أساليب عملية للتعامل مع الضغط وغيره من المشكلات النفسية الجسدية.
الحداثة البوذية
إن فكرة إمكانية تقديم البوذية باعتبارها متوافقة مع الأيديولوجيات المؤثرة المعاصرة قد ساعدت بلا شك على انتشارها في الغرب. ورغم ذلك، فإن هذه القراءة للبوذية التي سميت اصطلاحا باسم «الحداثة البوذية» تقمع سمات معينة للديانة ظلت حاضرة فيها منذ بداياتها، لكنها أقل توافقا مع التوجهات الغربية المعاصرة. إن الإيمان بالمعجزات وبقدرات «المانترات» والتعاويذ والأسحار يعد أحد أمثلة هذه السمات. وحتى وقتنا المعاصر، ما زالت الحكومة التبتية في منفاها تستشير عراف الدولة طلبا لنصحه حول الأمور المهمة. ويعد الإيمان بوجود عوالم أخرى غير أرضية يسكنها الآلهة والأرواح، والإيمان بقوة الكارما الخفية، من المبادئ الأخرى المحورية في التعاليم البوذية الموجودة منذ بداياتها المبكرة.
إن النظرة البوذية التقليدية لمكانة المرأة تمثل إشكالية أيضا. وكثير من المدافعين عن حقوق النساء يرون أن الدين كله أبوي في الأساس وقمعي، لكن عندما يتعلق الأمر بالبوذية يصبح الوضع أكثر تعقيدا؛ فالبوذية وليدة مجتمع آسيوي تقليدي كان ينظر فيه إلى النساء باعتبارهن خاضعات للرجال. وبسبب هذه الارتباطات الثقافية في الأساس يمكن وصف البوذية على نحو منصف بأنها «ذكورية التوجه»، ويوجد بالتأكيد ميل في مصادر كثيرة إلى اعتبار أن الميلاد مرة أخرى في صورة أنثى يعد سوء حظ إلى حد ما. وقد لا يكون ذلك نتيجة للتمييز الصريح ضد المرأة بقدر ما هو انعكاس لحقيقة وضع النساء في بعض الثقافات الآسيوية الذي كن - وما زلن - لا يحسدن عليه. ورغم ذلك، قد يكون من الخطأ تعميم ذلك على الثقافة الآسيوية في هذا الأمر؛ فمقارنة بوضع أوروبا في فترة ما قبل الحداثة، كان وضع النساء أفضل بكثير فيما يتعلق بالناحية التشريعية ونواح أخرى في بلدان مثل بورما مقارنة بالغرب. علاوة على ذلك، لا تؤمن البوذية بوجود أي عقبات - سوى الطبيعة الاجتماعية - للنساء تحول دون تحقيقهن للتقدم الروحاني. وبالفعل كانت البوذية أولى الديانات التي تؤسس جماعة دينية للراهبات، على الرغم من أن بوذا كان مترددا في السماح بذلك؛ ربما لأنه شعر أن ذلك المجتمع لم يكن جاهزا بعد لمثل هذا التطور المجدد.
ومن منظور فلسفي، كثير من النصوص البوذية المؤثرة ترى أن النوع، مثل بقية السمات الطبيعية الأخرى، يفتقر إلى واقعية أصيلة. وهذا يستأصل أساس التمييز ضد النساء فيما يتعلق بالفلسفة البوذية. لكن على الرغم من قبول البوذية المساواة بين الجنسين على المستوى الفلسفي، فقد تحتاج إلى تعديل بعض طقوسها وعاداتها التقليدية لتلائم الاختلاط الحر بين الجنسين المعتاد في الغرب. وتوجد منظمة تعرف باسم «ساكياديتا» («بنات بوذا»)، وهي مؤسسة دولية للنساء البوذيات، تهدف إلى توحيد النساء البوذيات المنحدرات من بلدان وتقاليد مختلفة.
العرق والطبقة
كان تشارلز بربيش أول من اقترح تصنيف جماعات البوذية الغربية عندما صاغ مصطلح «بوذيتين» في عام 1979. وأقر هذا التصنيف بأنه في ذلك الوقت كان البوذيون في الغرب يتألفون من مجموعتين رئيسيتين، ألا وهما: «بوذيون عرقيون» وهم من أصل آسيوي، وبوذيون أوروبيون بيض اعتنقوا البوذية. وتضمنت التصنيفات التالية للبوذية ما يلي: البوذية التقليدية، والبوذية الحداثية، والبوذية العالمية (حسب تصنيف بومان)، وبوذية النخبة، وبوذية الإنجيليين، والبوذية العرقية (حسب تصنيف ناتييه ). ورغم ذلك، فإن السؤال حول أفضل طريقة لوضع الحركات البوذية في سياق يراعي فعليا التنوع، والتطورات داخل جماعات «السانجا» عبر العصور، وكذلك عمليات التهميش؛ ما زال مطروحا.
Неизвестная страница