Буддизм: очень короткое введение
البوذية: مقدمة قصيرة جدا
Жанры
انتشرت وانحسرت حظوظ البوذية في الصين على مر القرون، وبلغت ذروتها تحت حكم سلالة تانج (618-907 ميلاديا)، على الرغم من انتشار العديد من معلمي التانترا فيما بعد خلال فترة حكم المغول (القرنين الثالث عشر والرابع عشر). وأدى قدوم الشيوعية إلى انحسار البوذية وغيرها من أشكال الديانات الأخرى خلال الثورة الثقافية عام 1966. ورغم ذلك، توجد الآن علامات على إحياء هذه الديانة في جمهورية الصين الشعبية، كما ظلت البوذية قوية في تايوان.
اليابان
تعد اليابان من المراكز البوذية المهمة في الشرق الأقصى. وصلت البوذية إلى اليابان في القرن السادس عن طريق كوريا، لكنها استقت الكثير من الإلهام من الصين. وشهدت فترة هييان (794-1185) ظهور مذاهب عدة مثل بوذية تينداي الاصطفائية وبوذية شينجون الباطنية، وكلا المذهبين قدما من الصين. وبدأ أيضا مذهب الأرض النقية - نوع مميز من البوذية اليابانية قائم على الولاء للبوذا أميدا - في التكون في ذلك الوقت وبلغ ذروته خلال فترة كاماكورا (1185-1333).
شكل 6-3: بوديدارما: يرجع الفضل إلى بوديدارما في نقل بوذية تشان (التي منها اشتق الزن) من الصين في أوائل القرن السادس. تقول الأسطورة إنه قضى تسع سنوات يمارس التأمل أمام أحد الجدران. وهذا الرسم بريشة المعلم هاكوين الذي عاش في اليابان في القرن الثامن عشر.
واجه نيتشيرين (1222-1282) ما رآه خنوعا وتهربا في مذهب الأرض النقية، وأسس حركة دينية جديدة جعلت «سوترا اللوتس» مركز ممارسات الطائفة بدلا من البوذا أميدا. وبدلا من تلاوة الشعار «نامو أميدا بوتسو» أو «الالتجاء إلى البوذا أميدا» ضمانا للميلاد مرة أخرى في جنة أميدا، تلا أتباع نيتشيرين تعويذة (مانترا) «نامو ميوهو رينجي كيو» وتعني «المجد لسوترا اللوتس التابعة للدارما الحقيقية». وشعر الناس بأنهم من خلال التركيز على هذه الكلمات بإيمان وولاء يمكنهم تحقيق كل أهدافهم المادية والروحية. وسعى نيتشيرين إلى وضع برنامج إصلاح اجتماعي ديني على مستوى الأمة، ورأى دورا عظيما لليابان باعتبارها مركزا تنتشر منه تعاليمه، وقد حقق أهدافه إلى حد ما. واليوم تتلى كلمات «نامو ميوهو رينجي كيو» يوميا باعتبارها جزءا من الممارسة الدينية لملايين من أتباع مذهب نيتشيرين شوشو وحركة سوكا جاكاي الدولية المنشقة عنه.
وعلى النقيض من البوذية الهندية، فإن البوذية اليابانية تتسم بالتوجه الاجتماعي القوي وتؤكد على القيم المجتمعية والجماعية. وقد رفض بعض المعلمين المؤثرين مثل شينران (1173-1262) الرهبنة، وشجع الرهبان على الزواج ولعب دورا رئيسيا في الحياة الاجتماعية (ويروي التراث أنه نفذ ما وعظ به وتزوج راهبة وأنجب منها خمسة أطفال).
الراهبات البوذيات
تظهر المصادر البوذية القديمة أن بوذا كان مترددا في السماح بإنشاء أخوية للراهبات، لكنه عدل عن رأيه بعد توسلات مستمرة من عمته وزوجة أبيه للسماح لهما بالانضمام إلى «السانجا». وعلى الرغم من أن ترسيم النساء باعتبارهن راهبات كان تطورا ثوريا في الهند؛ فقد فرض بوذا بعض الشروط المقيدة التي جعلت رهبنة النساء في مكانة تابعة لرهبنة الرجال. إن فرع الرهبنة النسائي الذي تأسس في الهند، وانتقل بعد ذلك إلى أجزاء أخرى في جنوب آسيا؛ انتهى خلال فترة العصور الوسطى، لكنه في البلدان الواقعة في شمال آسيا، مثل الصين والتبت واليابان وكوريا، ما زال موجودا حتى الوقت الحاضر. وقوبلت محاولات إحياء رهبنة النساء في جنوب آسيا بالمقاومة، وقال المحافظون إنه نظرا لانتهاء تقليد الترسيم لم يعد موجودا النصاب الضروري وجوده من الراهبات لإجراء طقس الترسيم لقبول الوافدات الجديدات. وفي ضوء هذه المعضلة التي لا حل لها، كانت الراهبات في جنوب آسيا بالفعل نوعا منقرضا. إلا أن هذا الاعتراض قوبل جزئيا بدعوة راهبات من سلالات شمالية لأداء مراسم الترسيم، وبهذه الطريقة جرى ترسيم 135 امرأة في بودا جايا في الهند باعتبارها جزءا من برنامج الترسيم الكامل الدولي الذي يرعاه مركز فو جوان شانج في تايوان. وأجريت مراسم ترسيم بعد ذلك في سريلانكا في العام نفسه، وفرع واحد على الأقل من الفروع الثلاثة (نيكايا) ل «السانجا» السريلانكية (أمارابورانيكايا) يعترف بالترسيم الكامل للراهبات. وبحلول عام 2005، كان قد تم ترسيم نحو 400 امرأة، ولاقى إحياء أخوية الراهبات دعما شعبيا كبيرا. أما في البلدان الأخرى التي تدين ببوذية التيرافادا، مثل تايلاند وبورما، فلم يتحقق تقدم كبير. وقد سجنت امرأة بورمية رسمت راهبة خارج البلاد في عام 2005 بتهمة «امتهان الدين»، وقامت السلطات بترحيلها بعد ذلك خارج البلاد، ومنذ عام 1928 منع المجلس الأعلى للسانجا في تايلاند الرهبان من ترسيم الراهبات، وأصبح الدور الوحيد المتاح للنساء في تايلاند هو دور «ماي تشي»: أي النساء اللاتي يحلقن رءوسهن، وينتسبن إلى العمل الديني ويرتدين ملابس بيضاء. وهؤلاء النساء لا يتبعن طبقة الكهنوت ولسن من العوام، وليس لهن أية مكانة رسمية. وعلى الصعيد التاريخي، فإن هؤلاء النساء كن نساء ريفيات لم يتلقين إلا قدرا ضئيلا من التعليم، ونساء مسنات فرصهن قليلة في الحياة. وفي بعض الأحيان، يعيش هؤلاء النسوة في المعابد ويخدمن الرهبان. وعلى الرغم من أن معهد «ماي تشيز» يعترف بهن ويساعدهن، لا يوجد معيار للتدريب والتعليم مقبول على نطاق واسع، وقد سجل المعهد فقط نحو 4 آلاف امرأة من عدد محتمل يبلغ 100 ألف امرأة أو أكثر. ولا يتلقى هؤلاء النسوة احتراما أو دعما في العموم، ولا ينظر إلى دور «ماي تشي» باعتباره أساسا مناسبا لممارسة وتعليم الدارما؛ ولذلك، فقد سعى عدد قليل من نساء تايلاند إلى الترسيم، سواء باعتبارهن مبتدئات أم باعتبارهن راهبات. إحدى هؤلاء النسوة، الدكتورة تشاتسومارن كابيل سينج، أستاذة جامعية سابقة ومؤسسة منظمة ساكياديتا («بنات بوذا»)، رسمت باعتبارها راهبة في عام 2003 باسم داماناندا. وتستمر في العمل من أجل ترسيم النساء في تايلاند من خلال مركزها في دير سونجداماكالياني (سونج داما كالياني) في ناخون باتوم، بالقرب من بانكوك. وفي مارس 2004، فازت بجائزة «النساء المتميزات في البوذية» من الأمم المتحدة نظير أعمالها.
بالإضافة إلى مذهب الأرض النقية ومذهب نيتشيرين، فإن ثالث أهم مذاهب البوذية اليابانية هو الزن، ذلك المذهب الذي جاء إلى اليابان من الصين (وكان معروفا هناك باسم تشان) وكوريا في أوائل القرن الثالث عشر. وكلمة «زن» مشتقة من الكلمة السنسكريتية «ديانا» (باللغة البالية: «جهانا») وتعني «الغشية»، ويلعب التأمل دورا محوريا في ممارسة الزن. وفقا لأحد التفسيرات المهمة التي تعود إلى دي تي سوزوكي (1870-1966)، وهو شارح بارز لفلسفة الزن في الغرب، يرى مذهب الزن أن التنوير يحدث في لحظة يقظة حدسية لا يدركها المنطق. ويلاحظ المذهب أن ومضات التبصر - التي يطلق عليها اسم «ساتوري» - تثار غالبا أثناء النشاط الدنيوي عندما يكون العقل هادئا ومسترخيا، وليس أثناء انشغاله بالدراسة أو بالتحليل الفكري. وتشبه هذه التجربة انفصال قاعدة الدلو تحت ثقل الوزن؛ فهذا الأمر يحدث فجأة وعلى نحو غير متوقع بالمرة. إنه يرى أن الزن لديه ميل واضح إلى تحطيم المعتقدات التقليدية، وتعتبر دراسة النصوص والمعتقدات والعقائد عقبة محتملة في طريق الصحوة الروحية، ويعتمد بدلا من ذلك على الدعابة، والعفوية، واللاتقليدية، والشعر، وغيرها من أشكال التعبير الفني لتوصيل فكرة مفادها أن التنوير صحوة لا يمكن إدراكها عن طريق المنطق، ويمكن نقلها من المعلم إلى تلميذه، لكنها في النهاية لا يمكن فهمها من خلال مجرد «كلمات وحروف». أما الباحثون المعاصرون، فعلى الرغم من أنهم لم يعتبروا عرض سوزوكي للزن عرضا مزيفا تماما، فإنهم انتقدوه بحجة أنه عرض رومانسي، وسعوا إلى إعادة ربط الزن بسياقه الثقافي والأخلاقي بصفته تقليدا رهبانيا يتضمن دراسة مكثفة للنصوص والعقائد على نحو مشابه للمدارس البوذية الأخرى. وعلى الرغم من السلوك المتناقض أحيانا والأقوال المقتضبة العسيرة الفهم، فإن المعلمين القدماء لفلسفة التشان وفلسفة الزن في الصين واليابان كانوا على أتم معرفة بالنصوص البوذية.
للزن فرعان رئيسيان؛ أحدهما مذهب سوتو الذي يعتقد أن التأمل الباعث على الهدوء هو كل ما يلزم، بينما يستخدم المذهب الآخر، زن رينزاي، أساليب أخرى باعتبارها مركزا للتأمل. ومن أشهر هذه الأساليب استخدام ألغاز لا يمكن حلها تعرف باسم ألغاز «كوان». ومن أشهر أمثلة ألغاز كوان ذلك الذي يطرح هذا السؤال: «ما صوت تصفيق اليد الواحدة؟» ويعطي معلم الزن هذا اللغز لأحد الطلاب ليتأمل فيه، ويطلب منه أن يعود بعد فترة معينة ومعه الحل. ولا يقبل من الطالب أي حل منطقي (كأن يجيب على السؤال قائلا: «السكون.») وما تسعى إليه فلسفة الزن بدلا من دراسة النصوص هو أن يظهر الطالب على نحو عفوي أنه أدرك حقيقة التعاليم على مستوى شخصي عميق من الناحية الوجودية.
Неизвестная страница