Дыхание ветерка близости из ароматов полей святости

Ибн Раджаб аль-Ханбали d. 795 AH
85

Дыхание ветерка близости из ароматов полей святости

استنشاق نسيم الأنس من نفحات رياض القدس

Исследователь

أبي مصعب طلعت بن فؤاد الحلواني

Издатель

الفاروق الحديثة للطباعة والنشر

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

Жанры

يريدون رضا ربهم ﷿". وقال جعفر بن سليمان: قال مالك بن دينار "وددت أن الله -تعالى- إذا جمع الخلائق يوم القيامة يقول لي: يا مالك، فأقول: لبيك، فيأذن لي أن أسجد بين يديه سجدة، فأعرف أنَّه قد رضي عني، فيقول: يا مالك، كن اليوم ترابًا". وكان أبو عُبَيد البُسْرى يقول: "ما غمي ولا أسفي إلا أن يجعلني ممن عفي عنه. فقِيلَ لَهُ: [أليس] (١) الخلق عَلَى العفو يتذابحوا؛ فَقَالَ: أجل، ولكن أي شيء أقبح بشيخ مثلي يوقف غدًا بين يدي الله ﷿ فيقال له: شيخُ سوءٍ كنت؛ اذهب فقد عفوت عنك، أنا أملي في الله أن يهب لي كل من أحبني". ومما يشتد قلق العارفين منه الحياء من الله ﷿ عند الوقوف بين يديه. قال بعضهم: ما يمر بي أشد من الحياء من الله ﷿. وقال الحسن: "لو لم نبك إلا من الحياء من ذلك المقام؛ لكان ينبغي لنا أن نبكي فنطيل البكاء". وكان الفضيل يقول: "واسوءتاه منك وإن عفوت". وقال أحمد بن أبي الحواري: سمعت محمد بن حاتم أبا جعفر يقول: قال الفضيل بن عياض: "لو خيرت بين أن أبعث فأدخل الجنة وبين أن لا أبعث اخترت أن لا أبعث. قال: فقلت لمحمد: هذا من الحياء؟ قال: نعم". وقال أحمد [بن أبي الحواري] (٢): وسمعت مُضَاء بن عيسى يقول: كان بعض التابعين يقول: "لئن يؤمر بي من (الجنة) (٣) إِلَى النار أَحَبّ

(١) من المطبوع. (٢) من المطبوع. (٣) كتب في هامش الأصل: "لعله القبر".

3 / 374