مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ﴾ [النور: ١٦] . ولأطاعوا أمر الله، الذي قال: ﴿يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [النور: ١٧] . وهذه الآية صريحة في نفي الإيمان عن الذين يعودون لاتهام عائشة بما برأها الله منه. وصرحت آية أن عائشة ما كانت تصلح لرسول الله ﷺ شرعًا ولا قدرًا، وأن الله ما كان ليجعلها زوجًا لرسوله، إلا وهي طيبة، لأنه أطيب من كل طيب من البشر، والآية المعنية هي: ﴿الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّأُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾ [النور: ٢٦] . وهي الآية التي ختم الله بها آيات الإفك.
ولو كان هؤلاء مؤمنين كذلك بصحيح السنة والسيرة النبوية، لصدقوا ما جاء فيها من براءة عائشة ﵂. فقد روى خبر براءتها البخاري (١) ومسلم (٢) وأحمد (٣) وعبد الرزاق (٤) والترمذي (٥) وابن إسحاق (٦) وأبو داود (٧)
(١) الفتح (١٨/٩١٠٥٧/رقم ٤٧٥٠)، من حديث عائشة الطويل في قصة الإفك.
(٢) صحيحه (٤/٢١٢٩ـ٢١٣٧/رقم ٢٧٧٠)، وهو أتم سياق لحديث عائشة في قصة الإفك.
(٣) كما في الفتح الرباني (٢١/٧٣ـ٧٦)، ومتفق عليه كما ذكر الساعاتي.
(٤) المصنف (٥/٤١٠ـ٤١٩) .
(٥) السنن (٥/١٣ـ١٧/ك. التفسير / ب. سورة النور)، من حديث ابن إسحاق، بإسناد حسن.
(٦) ابن هشام (٣/٤١١ـ٤١٩)، بإسناد حسن لذاته.
(٧) السنن (٤/٦١٨ـ٦١٩/ك. الحدود /ب. في حد القذف)، في خبر من أشاعوا الفاحشة، وجلدوا، وإسناده حسن لغيره، لأن ابن إسحاق لم يصرح بالسماع.