سد الذرائع في مسائل العقيدة
سد الذرائع في مسائل العقيدة
Издатель
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
Номер издания
السنة الرابعة والثلاثون العدد (١١٤)
Год публикации
١٤٢٢هـ/٢٠٠٢هـ
Жанры
المبحث الأول: سد الذرائع في الألفاظ
لقد تهاون كثير من الناس في هذه المسألة، وأصبحوا يطلقون كلمات توقعهم في هذا اللون من الشرك، ولكثرة وقوعه وانتشاره بدأت الحديث عنه في هذا الفصل، ومن أمثلة سد الذرائع في هذا الباب ما يلي:
أ- النهى عن الحلف بغير الله: لما كان الحلف بالشيئ يقتضى تعظيمه، والعظمة في الحقيقة لله وحده، نهى الرسول ﷺ عن الحلف بغير الله كما في حديث عمر – ﵁ – قال: قال لي رسول الله ﷺ: "إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم" ١٠
وعن ابن عمر – ﵁ – قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك" ٢٠ قال الترمذي بعد سياقه:"هذا حديث حسن ٣، وتفسير هذا الحديث عند بعض أهل العلم أن قوله: "فقد كفر أو أشرك"، على التغليظ، والحجة في ذلك حديث ابن عمر أن النبي ﷺ سمع عمر يقول: وأبى وأبى، فقال: "ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم"، وحديث أبى هريرة عن النبي ﷺ أنه قال: "من قال في حلفه: واللات والعزى فليقل: لا إله إلا الل هـ"٠
وهذا مثل ما روى عن النبي ﷺ أنه قال: "الرياء شرك"، وقد فسر بعض أهل العلم هذه الآية: ﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحا﴾ الآية ٠ قال: لا يرائي"٤٠
_________
١ أخرجه البخاري في كتاب الأيمان باب ٤ جـ١١/ ٥٣٠، ومسلم كتاب الأيمان باب ١ جـ٣ /١٢٦٦، ومالك في الموطأ جامع الأيمان جـ٣ /٦٧ من شرح الزرقانى٠
٢ أخرجه الترمذي في أبواب النذور باب ٨ جـ٥ / ١٣٥ من تحفة الأحوذى٠
٣ قال الشيخ الألباني بعد ذكره لكلام الترمذي هذا، بل هو صحيح٠ انظر السلسلة الصحيحة جـ٥ /٧٠.
٤ الترمذي مع شرحه تحفة الأحوذي جـ٥ / ١٣٦، ٣١٧.
1 / 210