192

Бисмарк

بسمارك: حياة مكافح

Жанры

3

وهنا الظباء والحجلان، وهنا ما لا ينفذ من شجر الزين

4

والسنديان، وهنا غير أمر يلقي السرور في قلبي كثلاث الحمائم والبلشون

5

والحدءان،

6

وهنا شكاوى المزارعين من غارات الخنازير البرية، وهنا ما أصعب وصفي لك كل هذا!»

ويكتب بسمارك من فارزين غير البعيدة من رينفيلد، ويشعر بسمارك عندما يطوف بها في زيارته الأولى بأن الأمة كافأته على جهاده وانتصاراته، والأمر الغريب هو قبوله المال الذي اشترى به تلك الغابات، وبسمارك يقول بعد بضع سنين: «ما كان ينبغي أن يعطى ذلك نقدا، وقد أنفت من ذلك طويل زمن ثم أذعنت للإغراء، ومما أمضني أن كان ذلك من اللندتاغ لا من الملك، ومما كنت أرغب عنه هو أن أقبل مالا من أناس كافحتهم بمرارة في سنين كثيرة.» واقترح الأحرار في ذلك الحين ألا يعطى الوزيران، بسمارك ورون، أي مهر قائلين: إنه عمل لهما ما فيه الكفاية من الإبراء، وما كان من قبول بسمارك ما قدم إليه من نقد فيعد دليلا على حبه المتزايد للثراء واقتناء الأملاك الأسرية مع تقدمه في العمر، وإن لم يكن رجل عمل في شئونه الشخصية، ومهما يكن من أمر فإنه كان من الاحتياج إلى الوقت والهدوء ما لا يعنى معه بتوظيف ماله توظيفا نافعا.

ورغبة بسمارك في المال مما يصاول كبرياءه، فلما قرر اللندتاغ في بدء الكفاح إمكان حجز أموال الوزراء ضمانا لما ينفقونه خلافا للدستور بدا له نقل أملاكه إلى أخيه، ولكن «تنزلا كهذا لأخي فرارا من المصادرة التي لا يتعذر أمرها عند جلوس ملك جديد على العرش مما يوحي إلى النفوس بطمعي في المال خلافا للواقع، وهذا إلى أن محافظتي على مقعدي في مجلس الأعيان موقوف على امتلاكي كنيبهوف.» وذلك التخلي وإن كان غير محبب له لم ير غير فعله مع اعتراضه ذلك، ومع أن فقده لمقعده في مجلس الأعيان يجعل الأمر عاما ويؤدي إلى تفسير حار. ويعرض بسمارك ملكه على أخيه فعلا، ويستند في ذلك إلى السبب المهم الآتي وهو: «إن مما يشق علي أن أترك فكرة قضاء أواخر عمري هنالك، غير أنني خرافي ولدي ما يحفزني إلى البيع، وتجعلني حالي المالية أو حال أولادي المالية لا أطلب منك ثمنا يقل كثيرا عما أطلبه من الغريب»، فيا للغز! والذي لا ريب فيه هو أن البيع لم يقع في ذلك الحين.

Неизвестная страница