وليس في جدالهما باللندتاغ ما يشرفهما، ومما يوجب حيرتنا ما نبصره من تبديد رجلين عبقريين مثلهما لوقتهما الخاص ولوقت أبناء الوطن حول تلك الحماقات.
بسمارك :
ألا يرى العضو المحترم أنه يمكن خطيبا هاويا لعلم التشريح أن يدعم بنسبة أهليته، وذلك أمام حضور عاطفين عليه سياسيا وشخصيا، وذلك مع عدم تعمقهم في مثل ما عند العضو المحترم من العلم، وذلك ببلاغة أقل مما أتاه العضو المحترم، رسالة في علم التشريح يعرف العضو المحترم عدم صحتها بصفة كونه خبيرا في الموضوع، ولكن مع تعذر رفضها في غيبة أناس عالمين بدقائق الموضوع مثله؟
فيرشوف :
أود أن يكون لرئيس مجلس الوزراء من الصيت بين الدبلميين بأوروبة مثل الذي نلته بين زملائي في دائرة اختصاصي، هو لا يمكن تعريف سياسته، وقد يقال أيضا إنه لا سياسة له، وإنه لا رأي عنده في السياسة القومية، وإنه لا معرفة لديه في الشئون الوطنية.
بسمارك :
أعترف بأن للعضو المحترم مكانا عليا في دائرة اختصاصه، وأعترف بأنه يفوقني في هذا المضمار، ولكن العضو المحترم إذا ما ابتعد عن منطقته ودخل منطقتي معتديا؛ أمكنني أن أقول له: إنني لا أجد غير وزن قليل لرأيه في الأمور السياسية، ولي أن أقول غير مبالغ - أيها السادة - إني درب بهذه الأمور أكثر منه (قهقهة ) ، ويتهمني العضو المحترم بعدم فهم السياسة القومية، فأستطيع أن أرد التهمة إليه مع حذف الوصف، فأقول: إن العضو المحترم لا يفقه من السياسة شيئا.»
ولو اختصم ممثلان روائيان في المشلح
2
حول خطرهما وحظوتهما لدى الناس ما كان لهما غير شأن الخطيبين (فيرشوف وبسمارك) الهزيل في اللندتاغ البروسي، ويضع فيرشوف في يوم آخر إخلاص رئيس الوزراء موضع الشك، فيدعوه بسمارك إلى المبارزة، ويجيب فيرشوف على ذلك بإبهام في بدء الأمر، ثم يصرح أحد التقدميين بعدم المبارزة فيرسل فيرشوف إذ ذاك رفضه، وكان هذا التحدي آخر نزوات الشباب في بسمارك، وكان بسمارك آنئذ في الخمسين من سنيه.
Неизвестная страница