فأطرق الشيخ مليًا، ودعا بدعوات، فلبثنا مدة، فجاءت المرأة ومعها ابنها، وأخذت تدعو له، وقالت: حديثك يحدثك الشاب. فقال الشاب: ِ (كنت في يد بعض ملوك الروم مع جماعة من الأسارى، فبينما نحن نجيء من العمل بعد المغرب انفتح القيد من رجلي، فوقع على الأرض) .
ووصف للشيخ اليوم والساعة، فوافق الوقت الذي جاءت فيه أمه للشيخ ودعاؤهما له.
(فنهض الذي كان يحفظني فصاح علي وقال: كسرت القيد فقلت: لا، إنه سقط) . قال: (فتحير وأخبر صاحبه، فأحضر الحداد وقيدوني، فما مشيت إلا خطوات حتى سقط القيد، فتحيروا ودعوا رهبانهم، فقالوا لي: لك والدة؟ قلت: نعم. قالوا: قد وافق دعاؤها الإجابة، أطلقك أن فلا تقيدك، وزودوني واصطحبوني إلى ناحية المسلمين) .
إجابة دعوة الوالدين على الولد
عن أبي هريرة ﵁، أن رسول الله ﷺ، قال: (ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالدين على ولدهما) .
وعنه أيضًا، عن النبي ﷺ، أنه قال: (كان جريج راهبًا في صومعة، وكان راعي بقر يأوي إلى أسفل صومعته، وكانت امرأة من أهل القرية تختلف إلى الراعي، فأتت أم جريج يومًا، فقالت: يا جريج - وهو يصلي - فقال في نفسه: يا رب أمي وصلاتي فرأى أن يؤثر صلاته، ثم صرخت الثانية والثالثة فلم يجبها، فقالت: لا أماتك الله حتى تنظر في وجوه المومسات، ثم انصرفت.
فولدت تلك المرأة، فقالوا: ممن؟ قالت: من جريج. فضربوا صومعته فهدموها وجعلوا قيده إلى عنقه، ثم مروا به على المومسات، فتبسم وهن ينظرن إليه.
فقال للملك: ما تزعم هذه؟ قال: تزعم أن ابنها هذا منك.
فأقبل على الصغير، وقال: من أبوك؟ قال: راعي البقر. فقال الملك: نجعل لك صومعة من ذهب؟ قال: لا، ردوها كما كانت قال: فما الذي تبسمت منه؟ قال: أدركتني دعوة أمي، ثم أخبره الخبر) .
من تبرأ من والديه أو ولده
عن أنس الجهني عن أبيه، أن النبي ﷺ، قال: (أن لله تعالى عبادًا لا يكلمهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم. قيل: من أولئك يا رسول الله؟ قال: متبرئ من والديه، راغب عنهما، ومتبرئ من ولده، ورجل أنعم عليه قوم فكفر نعمتهم، وتبرأ منهم) .
وعن أبي هريرة ﵁، أن رسول الله ﷺ، قال: (أيما رجل جحد ولده وهو ينظر إليه، احتجب الله منه، وفضحه على رؤوس الأولين والآخرين) .
إثم من دعي لغير أبيه
عن إبراهيم التميمي، عن أبيه، قال: خطبنا علي ﵁، فقال: من زعم أن عندنا شيء نقرؤه إلا كتاب الله وهذه الصحيفة - صحيفة فيها أسنان الإبل وأشياء من الجراحات - فقد كذب قال: وفيها قال رسول الله ﷺ: (من ادعى لغير أبيه أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفًا ولا عدلًا) .
وعن ابن عثمان الهندي، قال: سمعت سعدًا يقول: سمعت أذناي، ووعى قلبي من محمد ﷺ، يقول: (من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم فالجنة عليه حرام) .
قال: فلقيت أبا بكر فحدثته، فقال: وأنا سمعته من رسول الله ﷺ.
وعن أبي زرعة أن النبي ﷺ قال: (لا ترغبوا عن آبائكم، فمن رغب عن أبيه فهو كفر) .
إثم من تسبب في شتم الأبوين
عن عبد الله بن عمر، أن رسول الله ﷺ قال: (إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه) . قيل: يا رسول الله، وكيف يلعن الرجل والديه؟ قال: (يسب الرجل أبا الرجل، فيسب أباه ويسب أمه) .
وعنه أيضًا أنه ﷺ، قال: (أن أكبر الكبائى أن يسب الرجل والديه. قيل: وكيف يسب الرجل والديه؟ قال: يسب الرجل أبا الرجل، فيسب أباه ويسب أمه) .
؟؟ جواز رجوع الوالد في هبته
عن ابن عباس أن رسول الله ﷺ، قال: لا يحل لرجل يؤمن بالله واليوم الآخر أن يرجع في هبته، إلا الوالد.
وعن ابن عمر، وابن عباس، أن رسول الله ﷺ، قال: (لا يحل لرجل أن يعطي العطية، فيرجع فيها إلا الوالد فيما يعطي ولده) .
صلة الوالدين بعد موتهما
عن أبي هريرة ﵁، أنه ﷺ:
1 / 9