Биография Леди Аиши, Матери Правоверных
سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين
Исследователь
محمد رحمة الله حافظ الندوي
Издатель
دار القلم
Номер издания
الأولى / ١٤٢٤ هـ
Год публикации
٢٠٠٣ م
Жанры
هو معروف فإن الطفل هو الطفل في فطرته وطبيعته، مهما بلغ أوج السعادة وقمة الشرف، فهو يحب اللعب نظرا لسن طفولته. وعائشة (ض) كذلك كانت تحب اللعب كثيرا، فكانت جواري الحي تجتمع عندها وتلعب معها، إلا أنها رغم هذه الطفولة وصغر السن لا يفوتها أن تراعي أدب النبي ﷺ في كل لحظة، وغالبا ما يحدث أن تكون ملهوفة على لعبها ومعها صواحبها إذ يأتيها النبي ﷺ فجأة، فتسرع في إخفاء اللعبة عنه، وتنقمع صواحبها، لكن الرسول الحبيب ﷺ الذي كان حنونا على الأطفال، محبا لهم، رؤوفا بهم، وشفيقا عليهم، يأمرهن أن يلعبن معها.
تقول عائشة إنها كانت تلعب بالبنات عند رسول الله ﷺ، قالت:
«وكانت تأتيني صواحبي، فكن ينقمعن من رسول الله ﷺ، فكان رسول الله ﷺ يسربهن إلي يلعبن معي» (١) وكان أحب اللعب إليها هو اللعب بالبنات والعرائس والأراجيح.
وذات مرة كانت تلعب بالبنات إذ جاءها الرسول ﷺ، ورأى بين البنات فرسا له جناحان من يمين وشمال، فسألها: ما هذا يا عائشة؟ فقالت: فرس، فقال: وهل يكون للفرس جناحان؟ فردت عليه مرتجلة: أما كانت لخيل سليمان (س) - أجنحة؟ فضحك الرسول ﷺ (٢) على هذا الرد الارتجالي المقنع، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على قوتها الفائقة الطبيعية في الإسراع في
_________
(١) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه باب في فضل عائشة برقم ٢٤٤٠، وابن حبان في صحيحه ١٧٣/ ١٣ برقم ٥٨٦٣ ط: مؤسسة الرسالة بيروت ١٤١٤ هـ، والبيهقي في السنن الكبرى باب ما جاء في اللعب ٢١٩/ ١٠، كما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه كتاب الأدب برقم ٦١٣٠ وفيه «يتقمعن» بدل «ينقمعن».
(٢) مشكاة المصابيح باب عشرة النساء من كتاب النكاح برقم ٣٢٦٥، ٩٧٤/ ٢ تحقيق ناصر الدين الألباني، وقد رواه أبو داود في سننه باب في اللعب بالبنات برقم ٤٩٣٢ وفيه أن هذه الواقعة كانت عند رجوع النبي ﷺ من غزوة تبوك أو خيبر، وتبوك كانت في السنة التاسعة وخيبر كانت في السابعة من الهجرة، وعلى هذا فيكون سنها في ذاك الوقت ثلاث عشرة سنة أو خمس عشرة سنة. كما أخرجه البيهقي في السنن الكبرى ٢١٩/ ١٠.
1 / 42