Биография Леди Аиши, Матери Правоверных
سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين
Исследователь
محمد رحمة الله حافظ الندوي
Издатель
دار القلم
Номер издания
الأولى / ١٤٢٤ هـ
Год публикации
٢٠٠٣ م
Жанры
وبعدما فتح الله خيبر للمسلمين فرض النبي ﷺ للأزواج المطهرات قدرا معلوما من الأطعمة والتمور سنويا، وهذا القدر من المال كان أقل من حوائجهن السنوية، زد على ذلك ما أكرمهن الله تعالى من الكرم والجود وطول اليد للإنفاق في سبيل الله، والبذل والعطاء في سبيل الخير، فتمضي أيام ولا توقد النار في بيوت أزواج النبي ﷺ، وكما هو المعلوم أن الأزواج المطهرات منهن من كانت بنت شيخ قبيلة أو رئيس أو ثري، والبعض منهن كن عشن سابقا مع أزواجهن أو بيوت آبائهن عيشة الترف وفي التنعم والهناء، لم تمسهن العسرة ولا الشدة في العيش لا من قريب ولا من بعيد، فلما رأين هذه السعة في الأموال التي حصلت للمسلمين إثر الفتوحات الإسلامية طالبن الرسول ﷺ بالمزيد من النفقة والزينة، فلما سمع عمر بذلك أصابه القلق والاضطراب فدخل على حفصة، وفهمها الأمر وقال: «لا تسأليه شيئا وسليني ما بدا لك»، والله لولا أنا لطلقك الرسول ﷺ، ثم ذهب إلى أخرى ونصحها، فقالت له أم سلمة: عجبا لك يا ابن الخطاب قد دخلت في كل شيء حتى تبتغي أن تدخل بين رسول الله ﷺ وأزواجه، يقول عمر بن الخطاب (ض): «فأخذتني أخذا كسرتني عن بعض ما كنت أجد فخرجت من عندها» (١).
وذات مرة دخل أبو بكر وعمر (ض) على رسول الله ﷺ فوجدا النبي ﷺ جالسا حوله نساؤه واجما ساكتا يطلبن منه النفقة، فقام أبو بكر إلى عائشة يجأ عنقها، وقام عمر إلى حفصة يجأ عنقها كلاهما يقول: «تسألن رسول الله ﷺ ما ليس عنده؟ فقلن: والله لا نسأل رسول الله ﷺ شيئا أبدا ليس عنده» (٢).
أما بقية الأزواج فبقين على طلبهن، وفي هذه الفترة «ركب رسول الله ﷺ فرسا بالمدينة فصرعه على جذم نخلة فانفكت قدمه (٣) فجلس في مشربة له
(١) صحيح مسلم كتاب الطلاق برقم ١٤٧٩، صحيح البخاري كتاب تفسير القرآن برقم ٤٩١٣. (٢) صحيح الإمام مسلم كتاب الطلاق برقم ١٤٧٨. (٣) سنن أبي داود كتاب الصلاة برقم ٦٠٢، سنن ابن ماجه كتاب الطب برقم ٣٤٨٥.
1 / 148