Без Границ
بلا قيود: تقنيات حررت البشر ودفعتهم لحافة الهاوية
Жанры
إلا أن تغير المناخ العالمي ليس بظاهرة جديدة في تاريخ الأرض مطلقا؛ فقد توالت فترات من الاحترار العالمي والتبريد العالمي مرارا وتكرارا لمئات ملايين السنين، ليس فقط قبل وجود أشباه البشر، ولكن أيضا قبل وجود الرئيسيات أو الثدييات أو الطيور أو الديناصورات أو الزواحف أو البرمائيات أو حتى الأسماك. في الواقع، تشك الغالبية العظمى من العلماء أن الانقراضات الخمسة السابقة - وكلها كانت قبل ظهور أي أنواع حديثة من السعادين أو القردة - قد نتجت في المقام الأول عن تغيرات رئيسية في المناخات العالمية.
انتهى العصر الجليدي الأخير قبل 11 ألف سنة، وذلك قبل أن تبدأ مجتمعات العصر الحجري الحديث ممارسة الزراعة. ومنذ ذلك الحين والأرض تمر بإحدى الفترات الدافئة المعروفة باسم «العصور بين الجليدية» التي حدثت على نحو متكرر على مدى المليون سنة المنصرمة. وفي حين أن فترة الدفء الحالية طالت إلى حد ما عن أغلب الفترات بين الجليدية السابقة، فقد كانت هناك فترة احترار عالمي أكثر وضوحا وجلاء قبل 400 ألف سنة تقريبا. خلال هذه الفترة المعروفة باسم النظير البحري المرحلة 11،
18
ارتفعت مستويات البحار العالمية ثلاثين قدما عن مستوياتها الحالية، وانهار معظم الغطاء الجليدي لجرينلاند.
19
ومع ذلك أعقب فترة النظير البحري 11 الشديدة الحرارة عصور جليدية في قسوة برودة غيرها من العصور في التاريخ الجيولوجي الحديث.
خلال الجزء الأكبر من المليون سنة الماضية أو نحو ذلك، استمرت فترات التبريد التي بلغت ذروتها في عصور جليدية قارسة البرودة لمدة 90 ألف عام تقريبا، وقد تخللتها فترات بين جليدية دافئة استمرت كل منها ما يقرب من 10 آلاف عام.
20
مع وضع التاريخ الحديث لمناخ الأرض في الاعتبار، يشير هذا إلى أننا لا بد أننا كنا مقبلين على بدء عصر جليدي آخر قريبا جدا؛ أي كنا سنوشك على بداية عصر جليدي آخر، لولا أن تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي الآن أعلى عما كان في أي وقت خلال المليون سنة الماضية.
خلال فترات معينة في الماضي البعيد جدا، كان تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي أعلى خمس عشرة مرة مما هو عليه في الوقت الحاضر. في الواقع، بلغ تركيز ثاني أكسيد الكربون الجوي ذروته بنحو 6000 جزء في المليون قبل نحو خمسمائة مليون سنة، وبلغ ذروته مرة أخرى بنحو 2500 جزء في المليون قبل حوالي مائتي مليون سنة.
Неизвестная страница