141

Без Границ

بلا قيود: تقنيات حررت البشر ودفعتهم لحافة الهاوية

Жанры

11

ورغم أن التلوث ما زال يمثل مشكلة خطيرة في الصين والهند ودول نامية أخرى، فإن التجربة تبرهن على أنه من الممكن إيقاف التلوث ورد آثاره، حين يكون الناس مستعدين لتحمل التكلفة العامة والخاصة التي ينطوي عليها إنهاء التلوث.

الغابات الآخذة في التلاشي

بدأت إزالة الإنسان للغابات في عصور ما قبل التاريخ؛ إذ بدأت أول ما بدأت في وديان أنهار أوروبا منذ عشرة آلاف عام تقريبا، حين استخدمت شعوب ثقافة الخزف الخطي وشعوب أخرى عاشت في أوائل العصر الحجري الحديث مطارق حجرية مصقولة في قطع الأشجار التي كانت تنمو على امتداد ضفاف الأنهار الكبرى لاستصلاح الأرض من أجل الزراعة.

وقد تسارعت وتيرة إزالة الغابات خلال الألفية الثالثة قبل الميلاد، حين بدأت المجتمعات المدنية في منطقة الهلال الخصيب قطع غابات الشرق الأوسط القديم لتوفير الأخشاب من أجل بناء المعابد والقصور والسفن العابرة البحار التي صاحبت نشأة الحضارة المدنية. فقد أهلكت أشجار الأرز اللبنانية المشهورة في الكتاب المقدس من أجل بناء سفن صالحة للإبحار يستخدمها الفينيقيون والإغريق الذين جلبوا الحضارة إلى الأراضي المتاخمة للبحر الأبيض المتوسط، وجردت الأراضي المنخفضة الغرينية في شرق الصين تدريجيا من غاباتها مع انتشار الزراعة في أنحاء الأودية العظمى لأنهار الأصفر واليانجتسي واللؤلؤ.

سارع من وتيرة إزالة غابات شمال أوروبا تزايد استخدام الحديد والصلب خلال أواخر العصور الوسطى، حين أزيلت غابات كاملة لتوفير الفحم النباتي للأفران العالية التي كانت تستخدم في صهر خام الحديد. وعندما اخترع القارب البخاري في أوائل القرن التاسع عشر، دمرت مساحات كبيرة من الغابات التي كانت تنمو على ضفاف نهر المسيسيبي في الولايات المتحدة باستهلاك نهم للأشجار؛ لتغذية أفران حرق الأخشاب في السفن البخارية المزودة بعجلات التجديف. في واقع الأمر، كانت أغلب الأرض الممتدة شرقي نهر المسيسيبي في أمريكا الشمالية مغطاة بالغابات قبل مجيء الأوروبيين. أما اليوم فقد أزيل جزء كبير من هذه الغابات وحولت إلى أرض زراعية منذ زمن طويل.

ظلت الغابات المطيرة المدارية في أمريكا الجنوبية وجنوب شرق آسيا وأفريقيا على حالها بدرجة كبيرة حتى القرن العشرين، لكن منذ عام 1900 سقط جزء كبير من غابات العالم المطيرة أمام فأس الحطاب. في البرازيل وحدها اختفى نحو 300 ألف ميل مربع من الغابات المطيرة - مساحة تعادل ضعف حجم كاليفورنيا - منذ عام 1970م. في الوقت الحاضر يتلاشى أكثر من عشرين ألف ميل مربع من الغابات المدارية سنويا. وفي حال استمر هذا المعدل من إزالة الغابات ستكون الغابات المطيرة قد اختفت إلى حد كبير مع نهاية القرن القادم. إزالة الغابات المدارية المطيرة على الأخص أمر يدعو للانزعاج؛ لأن هذه الغابات هي موطن ما يقرب من نصف جميع الأشكال الحية في الغلاف الحيوي. هذا معناه أن النباتات والحيوانات التي تنقرض بفقدان كل موئل من الغابات المطيرة أكثر من التي تنقرض مع فقدان أي نظام بيئي أرضي آخر.

شرعت الصين في برنامج طموح لإعادة التحريج أثمر عن زيادة 25 في المائة في حجم غاباتها بين عامي 1990 و2005م. رغم ذلك تستورد الصين حاليا نحو مليار ونصف قدم مكعب من الأخشاب سنويا، أغلبه من الغابات المدارية المطيرة، وهذه الكمية أكبر من نصف كمية الأخشاب التي تشحن لسوق الأخشاب العالمية.

12

على سبيل المثال، خشب الورد، وهو من الأخشاب المدارية البالغة القيمة في صناعة الآثاث، زادت وارداته بنسبة 1500 في المائة في تسع سنوات فقط، من 1,8 مليون قدم مكعب عام 2003م إلى 26,5 مليون قدم مكعب في 2012م.

Неизвестная страница