Начало эпохи Птолемеев
بداءة عصر البطالمة: محاضرة ألقيت في المؤتمر الثامن للمجمع المصري للثقافة العلمية
Жанры
Apis ) يجاور هيكل «فتاح»، القائم على أربعة أميال داخل الرقعة المزروعة من الوادي. وكان العجل في حياته، يعتبر إله النيل المجسد، وقد يعتبر بعض الأحيان مساويا «لفتاح» نفسه.
22
ولما كان المعتقد أن كل إنسان يحدث به حدث الموت ينقلب «أوزيريسا»، كذلك العجل «أبيس»، فإنه ينقلب عند موته إلى «أوزيريس (134)-أبيس»، أو «أوزير-حابي». وهناك رأي ذاع في العصر الروماني، إن لم يكن ذيوعه راجعا إلى أزمان أقدم، يقول: إن ألوهية الحيوانات المقدسة تبدأ بموتها.
وكانت جنازة العجل أبيس حادثا تهتز له مصر كلها، فتقام الجنائز في كل مكان سبعين يوما كاملة، وفي خلالها تتم عملية التحنيط، وترسل كل الهياكل أنسجة ولفائف من الكتان ليكفن بها. ويقيم بجوار الجثة في «ممفيس» كاهنتان تندبانه، فإذا تم تحنيط الجثة خرجت في مشهد جنائزي، وأمامها كاهن مقنع يمثل الإله «توت» (135)، إلى حيث يقوم هيكل «أنوبيس» على حدود الصحراء. وهنالك يتسلم الجثة كاهن آخر، مقنع بقناع الثعلب الذي هو شعار أنوبيس مرشد الموتى، فيقود المشهد في الطريق المرصوف المؤدي إلى «السرافيوم». ثم تودع الجثة مرقدها الأخير بغرفة أعدت لها في أحد السراديب الأرضية. ومنذ ما تعد هذه الغرفة - وقد تعد قبل حادث الدفن بسنتين - تغلق السراديب غلقا محكما، ولا يسمح لكاهن ما أن يطأها بقدميه. فإذا أودعت بها المومياء المقدسة أغلقت السراديب ثانية، حتى تكون جنازة الثور التالي، ما عدا الزمن الذي يستغرقه إعداد غرفة أخرى لخلفه.
23
أما نظرية «فلكن»، فمحصلها أنه في الفترة التي يكون العمال منهمكين خلالها في نحت حجرة تحت «السرافيوم»؛ لتكون مقرا لجثمان العجل العائش في «ممفيس» بعد موته، تبدأ عبادة هذا العجل في السراديب الأرضية على أنه شخص «أوزيريس» إله الموتى، لا على الصورة التي يتبدل بها أي ميت فيصبح «أويزيريسا»، بل على صورة أكثر بيانا وأدخل في الذاتية. فكان العجل العائش يدعى «أبيس-أوزيريس» ويدعى العجل الميت «أوزيريس-أبيس»، ويظن فلكن، أن العبادة في الهيكل القائم على سطح الأرض، كانت توجه إلى قداسة أوزيريس الشاملة الحالة فيهم أجمعين. وبهذه تتجه عقول المتعبدين إلى التفكير في «أوزيريس-أبيس» لا باعتباره عجلا ميتا، بل على أنه إله العالم السفلي نفسه، متقمصا صورة موضوعية، وفي الغالب صورة إنسانية تمثل متربعة من فوق عرش، ولا يبعد أن تحمل رأس ثور.
إن أقدم رقعة من رقاع البردي انحدرت إلينا من ذلك العصر، تتضمن «لعنة» كتبتها امرأة إغريقية تدعى «أرتميسيا» (136)، كانت في مصر، استدرت فيها انتقام السيد (القاهر) «أوزرافيس» (137)؛ كي يحل برجل كان لها منه ابنة. والراجح أن هذه القصاصة البردية، التي قدر لها أن تكون موضع العناية ومتجه الأنظار بعد قرون من كتابتها، وهي الآن في خزانة الكتب الملكية بمدينة فينا، قد ألفتها «أرتميسيا» بعد أن كتبت مباشرة - ولما يجف مدادها - عند قدمي الإله، قبل أن يكون لمصر ملك يدعى «بطلميوس»؛ أي في زمن الإسكندر الأكبر. وهذه الرقعة برهان على أن «أوزير-حابي»، صاحب هيكل «السرافيوم» في ممفيس، كان إلها ذا عظمة وجلال عند الإغريق المقيمين بمصر، قبل أن يؤسس بطلميوس عبادة «سرافيس» في مدينة الإسكندرية.
إذا جارينا وجهة النظر التقليدية اعتقدنا بأن عبادة «سرافيس» قد أسست بدعاية قصر بطلميوس الملكي، غير أن «شوبرت» (138) يشك في ذلك، ويعتقد على الضد منه بأنها نشأت نشأة ذاتية كدين جديد، اعتنقه الإغريق المتمصرون. في حين أن البراهين التي يقيمها «فلكن» تثبت على ما يلوح لي أنها أيدت بنفوذ متقدمي البطالمة، ونشرت بحمايتهم. وهنالك سؤال آخر: أكان «سرافيس» هو نفس الإله «أوزير-حابي»؟ ولقد حاول «لهمن هبت» (139) أن يظهر أنه كان إلها بابليا هو «شار-أبسي»، غير أن هذه النظرية كما يظهر لا تتفق وما يراه غيره من ثقات المشتغلين بدراسة الآثار الآشورية. ونزع «فلكن» بديئة إلى إنكار أية علاقة بين اسم «سرافيس» والاسم المصري «أوزير-حابي»، غير أنه يعتقد الآن بأن الاسم «سرافيس» هو تصحيف شعبي للاسم المصري «أوزير-حابي» جرى على ألسنة الإغريق المتمصرين، ويرى فوق ذلك أن سرافيس الذي عبد في مدينة الإسكندرية، هو نفس إله العالم السفلي الذي عبد في ذلك الهيكل، القائم من فوق جثث العجول المحنطة بالقرب من «ممفيس».
وإلى هنا يكون «سرافيس» إلها مصريا في حقيقته. ولا شك مع هذا في أن صورة «سرافيس» المنحوتة التي وجدت بالإسكندرية هي من طابع إغريقي، لا من طابع مصري؛ فهو في صورة إله ملتح يشابه «زوس» (140) أو «حادس» (141) أو «أسقلفيوس» (142)، متربعا من فوق عرش و«قاربروس» (143) كلب العالم السفلي ذي الرءوس الثلاثة واقف بجانب قدميه، وعلى رأسه غطاء طويل (قلنسوة) يسمى السلة
Basket = Kalathos (144)؛ لأنه يشبهها. وهنالك أسطورة ذكرها «طقيطوس» (145) تصف كيف أن بطلميوس - استجابة لموحيات رؤيا رآها - عمل حتى حصل على التمثال الذي يمثل «سرافيس» من معبد في مدينة «سينوفية» الإغريقية، الواقعة على البحر الأسود. وليس في هذه الرواية ما يدعو إلى الشك فيها، وإنما يدخلها الشك وتحوطها الريبة، إذا ذكرنا حقيقة أن الهيكل الذي كان يضم العجول المحنطة القائم بجوار «ممفيس»، أو إقليم التلال الصحراوية حيث الهيكل، كان يدعى «سينوفيون» فكأن الإغريق قد انتحلوا اسما مصريا ، ليس من المستطاع الآن أن نبين عن أصله، فإذا كانت عبادة «سرافيس» منذ بدايتها في مدينة الإسكندرية هي بذاتها عبادة إله «سينوفيون» (146) الممفيسي، فالظاهر أن هذه الأسطورة مدخولة بالتخليط، إذا زعم بأن صورة «سرافيس» قد أحضرت من «سينوفية» القائمة على شاطئ البحر الأسود .
Неизвестная страница