وفتح الباب بمفتاح معه وهمس في أذنها «تفضلي» فقالت بتوسل: لنعد.
فدفعها برقة وهو يقول: لابد أن تشرفي البيت.
ودخل وراءها وأغلق الباب فوجدت نفسها في ظلام دامس، وارتفع وجهها إلى السقف في انتظار النور، ولكنها شعرت بيده تتحسس منكبيها فسرت بها قشعريرة وهمست في خوف: النور.
فقال معتذرا: مصباح الصالة تالف.
فقالت بضيق: أشعل أي مصباح نستضيء بنوره.
فأحاط خاصرتها بذراعه وجذبها معه وهو يقول: إني أعرف الطريق إلى حجرتي.
وحاولت أن تتملص من ذراعه، ولكنه شد على خاصرتها فلم يتخل عنها وسار بها ببطء وجنباهما ملتصقان، فجثم على صدرها ضيق خانق، وجعلت تتساءل في نفسها: «ماذا فعلت بنفسي؟» ثم أخذت تألف الظلمة رويدا، فلاحت لها في الظلام أشباح كراسي وصوان وأشياء أخرى لم تتبينها، وقطعا الصالة في بطء وحذر، ثم مد يده الأخرى ففتح بابا مزق صريره الصمت المخيف، ودفعها أمامه من خاصرتيها ثم رد الباب بقدمه، وسرعان ما تخلصت من يده بحدة: أشعل المصباح؛ فقد ضقت بالظلمة.
فجاءها صوته يقول برقة وحذر في لهفة تنم عن الاعتذار: آسف يا ستي؛ فإن شقة عمي ملاصقة لشقتنا، ولا آمن إذا رأوا نورا بها أن يطرق أحد منهم بابنا!
فسألته في دهشة واستنكار: هل نبقى في الظلام؟
فقال متوددا: في نورك الكفاية.
Неизвестная страница