قد قمنا بتقسيم النص إلى فقرات في أجزائه السابقة وهذا على أساس أوصافها المتعددة الأنواع، ولا يمنعنا شيء من مواصلة ذلك التقسيم في جزء النص الذي أعطاناه رقم 19. ولكن إذا سرنا هنا على المنهاج نفسه نلاحظ أن نتيجة ذلك هو تقسيم هذا الجزء من النص إلى أجزاء وتفاريق قصيرة عديدة، ولن يجد القارئ في مثل هذه الوحدات القصيرة أي تسهيل ولا إيضاح. فرأينا أن نتركه غير مقسم ليكون فقرة واحدة. وفيما يلي وصف الفقرة وهي تقتصر في جل محتوياتها على أخبار مغربية.
كتب العنوان الأول بأسلوب متعثر: " ومن تسمية خروج أئمتنا... ".
ويذكر أن أبا الخطاب " قتل الجند بمغمداس (3) " ويتبع ذلك عرض للأحداث المتقدمة للمعركة. وبعد ذكر سنة 140ه / 757- 758م أضاف الكاتب اسم الخليفة الحاكم وهو المنصور بشكل خاطئ تماما مع أنه يأتي ذكره بكنيته " أبو جعفر " عدة مرات ( ص119، 127، 128، 131 ). ثم أشار إلى " ظهور " عبد الله بن يحيى الكندي كأنه تم في نفس الوقت، وقد ناقض ما قاله مباشرة بأن عبد الله قد قتل في نهاية حكم الأمويين ( كان مقتله عام 130ه / 747- 748م ). ويأتي بعد ذلك ذكر ما بين حكم مروان بن محمد وموته إلى مبايعة السفاح الخليفة العباسي الأول.
يتلوه تحت عنوان: " قصة ظهور أبي الخطاب بالمغرب " ( ص118 )، سرد أسماء الذين شاركوا الإمام في معركة مغمداس، ويشار مرة أخرى إلى خلافة أبي جعفر إثباتا لزمن المعركة. وبعد ذكر من كان مع الجند العباسي في ذلك الحين، فيأتي خبر غير مفهوم مع تسمية من أخبر المؤلف به ( ص119 ). قد اخترنا هذا الموضع لنشرح ما نراه العلاقة المنطقية للكلمات غير المتصلة نحويا ضمن مسودة المؤلف الأصلية كما تقدم الحديث عنها.
Страница 29