الفقرة 17 ( ص108- 115 ). تبدأ بتعبير " تسمية فقهائنا "، وتسرد الأخبار المتعلقة بتأريخ مذهب الإباضية. وطبقا لأهميته في وضع الأسس الفقهية وغيرها للمذهب يحتل جابر بن زيد الأزدي المقام الأهم فيها. ونرى أن ابن سلام قد نقل الأحاديث الخاصة بجابر بن زيد عن مصدر مدون، لأن الأحاديث نفسها توجد برمتها في التراث الإباضي غير المعتمد على كتاب ابن سلام (2).
وبعد ذكر جابر ضم الكاتب إلى الفقرة خمسة من الفقهاء المعاصرين له لم نجد أسماءهم في غير هذا الكتاب، وأضاف إلى ذكر آخرهم وصفا لمكان ضرب الخيام الخاص بحجاج عمان الإباضيين في وادي منى. أشار ابن سلام في النهاية إلى من أخبره بذلك وربما كان هو الذي أعطاه خبر جميع هؤلاء الفقهاء الخمسة (3).
يأتي بعد ذلك ذكر أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة التميمي والربيع بن حبيب البصري وكان ينبغي أن يذكرا بعد جابر بن زيد مباشرة نظرا لأن الإباضية تعتبرهما من أهم قادة المسلمين من بعده. وينقطع السرد الزمني مرة أخرى بذكر القادة الذين خرجوا مسلحين للقاء " الجبابرة ": أبو بلال مرداس وعباد الجحافي (4) وعبد الله بن يحيى الكندي مع عائلة أبي حمزة الشاري. وضم ابن سلام إلى كتابه خطبة خطب بها أبو حمزة بمكة ونسب الرواية إلى رجل يسمى محمد بن خالد (5). ويأتي في آخر هذه الأخبار أنها اختصرت عن مصدر مدون. ولعل الكاتب نقل خبر عباد الجحافي عن المصدر نفسه (6).
ثم يذكر فقهاء إباضيون آخرون دون ترتيب ملاحظ، وأشار ابن سلام في ثلاثة مواضع إلى مصادر معلوماته وهي: رسالة خلف بن السمح ورسالة أبي إبراهيم الحضرمي إلى أبيه سلام بن عمر وكذلك مقابلة المؤلف نفسه مع الفقيه محمد بن عبد الملك الحجازي.
Страница 25