ولكن نشر هذا النص لم يكن ممكنا لولا موافقة الأستاذين، الأستاذ الدكتور اسطفان فيلد، والأستاذ الدكتور جرنوت روثر، اللذين يصدران " النشرات الإسلامية "، على قبول الكتاب ضمن السلسلة المذكورة. وينبغي أن ينوه المحققان هنا بالجهود الكبيرة التي بذلها الأستاذ الدكتور روثر المدير السابق للمعهد الألماني للدراسات الشرقية في بيروت والأستاذ الدكتور أنطوان هاينن المدير الحالي ومساعدوهما. فقد رعوا عملية طبع الكتاب رغم الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان. أما الدكتور فولف ديتر لمكه الباحث في المعهد والأستاذ محمد الحجيري المحقق في المعهد نفسه، فقد أشرفا على عملية طبع الكتاب في مطبعة " دار صادر " التي تولت طبع الكتاب وإخراجه على نحو فني رفيع.
لهؤلاء جميعا يقدم المحققان خالص الشكر والامتنان.
الشيخ سالم بن يعقوب، فيرنر شفارتس
مقدمة
يرجع الفضل في ذكر أول نبأ عن أقدم مؤلف إباضي لتأريخ المغرب، إلى المؤرخ الإباضي الكبير أبي العباس أحمد بن سعيد الشماخي ( ت: 928ه / 1522م ). فقد ذكر في كتابه المسمى بكتاب السير (1) عدة روايات مأخوذة من " كتاب ابن سلام "؛ تتناول تلك الروايات تأريخ الدعوة الإباضية (2) في شمال إفريقيا ومن خلالها عرفنا أيضا أن ابن سلام عاش في النصف الثاني من القرن الثالث الهجري. وأول من أشار من الباحثين المعاصرين إلى أهمية ابن سلام كأقدم مؤرخي الإباضية هو العالم البولندي تاديوش لفيتسكي الذي لم يعرف إلا تلك الشواهد في سير الشماخي (3).
Страница 2