فراو فرويليش ؛ أي «السيدة المرحة». لم يكن بها شيء من المرح. كانت في الستين من عمرها، ذات عينين مجنونتين وشعر أشقر قصير. وظن أنه سيتعلم اللغة من الحوار معها. لكنها لم تكن تكلم إلا نفسها بصوت عال وهي في مطبخها الفسيح. وتوترت العلاقات بينهما مرة عندما اعترضت على استحمامه قبل النوم في ساعة متأخرة؛ ذلك أن المواسير قديمة متهالكة، وانسياب المياه يحدث ضجة كبيرة، وهناك اتفاق عام بين السكان على عدم إحداث أي ضجة بعد العاشرة مساء ليتمكنوا من النوم ويستيقظوا منتعشين للمساهمة في البناء الاشتراكي.
وذات يوم وجدها قد اعتنت بشعرها عند الكوافير، ووضعت شيئا من الروج على شفتيها، وقالت: إن رجلا سيزورها، وربما تزوجا وانتقل للحياة معها هنا. وجاء الرجل الذي كان في السبعين أو أكثر قليلا، وبعد أن جلس في حجرتها بعض الوقت قام يتفقد أنحاء الشقة ويتفحص المقاعد وأدوات المطبخ. ولم يعد بعد ذلك.
أعد
الحلواني
لنفسه برنامجا ثقافيا من الدرجة الأولى؛ أن يتعلم اللغة، ويتكيف مع الطعام المكون من نباتين رئيسيين هما الكرنب والبطاطس، ويخلو من خضراوات طازجة للسلطة، وعلى الشاي والبن المحليين؛ لأن الشاي والبن الممتازين ومعهما بقية اللذائذ مثل السجائر الأمريكية والفول السوداني المملح والخمور المحترمة لا توجد إلا في
الإنترشوب
الذي لا يتعامل بغير المارك الغربي والدولار (المارك الغربي في السوق السوداء بثلاثة ماركات شرقية)؛ أي يعيش كما يعيش الألماني العادي ؛ يشرب البيرة
البلسنر ، ويدخن سيجارة
كلوب
التي لا تختلف كثيرا عن
Неизвестная страница