Бейрут и Ливан за полтора века
بيروت ولبنان منذ قرن ونصف القرن
Жанры
ولقد نقل مسرح تركيا أقصوصة يصح القول عنها إنها مستقاة من تاريخنا الأوروبي. وهذه هي:
أحب شاب تركي، مرموق النسب، وافر الثراء، فتاة غربية بائسة جميلة العينين على الرغم من اسمرار لونها، وبذل أهله كل ما في وسعهم ليحولوا دون هذا الزواج المخزي لعائلتهم، الشائن لأسرتهم، فلم يفلحوا، وبقدر ما كانوا يغالون في تصوير انحطاط أصل الفتاة وضعتها وفقرها، كان فتاهم يزداد لها اشتعالا بدلا من أن يخمد. وأصروا وأصر، وهدد أخيرا بالانتحار إذا لم يوافقوا على هذا الزواج. كان يقول إنه لا يستطيع الحياة إلا في قرب هذه الفتاة التي توحي الخوف والكراهية لأهله وذويه. صحيح أنه حب بشع، ولكن هذا الحب كان أعمى؛ فاضطروا أخيرا - تداركا للكارثة المنتظرة - إلى النزول على مشيئته.
3
يقول السيد دي بايسونيل في رسالة حول مذكرات السيد دي توت:
يزعمون أن الخادمات المستعبدات هن اللواتي يمهدن الطرق لمكائد سيداتهن، مع أن هؤلاء لا يستطعن أكثر من العمل على إخفائها. إن مثل هذه الأعمال غالبا ما تقوم بها بائعات مواد الزينة التركيات، أو المسيحيات، أو اليهوديات المفتوحة بوجههن أبواب الحريم، وهن في كثير من الأحيان يجعلن بيوتهن ملتقى للعشاق لقاء أجر ما.
والرجل المثري التركي تعرفه من سمته. لقد وجدت هنالك شبابا وأساتذة صغارا، وضربا من الناس يسمونهم بالتركية «زنبر شلبي». إن في حوزة هؤلاء لائحة بأسماء النساء الجميلات اللواتي يتمتعن ببعض الشهرة؛ فهم يفتشون بلا ملل عن طرق التعرف إليهن وتذوق حبهن وامتصاص ثروتهن وما يملكنه، وكثيرا ما يتباهون بظفرهم بهن، مع أن شيئا من هذا لم يحدث. «إن مصارحات الحب المتبادلة تتم عادة ب «المعاني». وهذه الكلمة المأخوذة من العربية تعني التأويل - المجاز - وهي تطلق في لغة العشاق والمتظرفين على الأشياء التي تعني لفظتها رمزا اتفق عليه المحبون.»
4
وفوق ذلك، أوهل يظن أن النساء يتعبن أو يمللن من انزوائهن المتواصل؟ لقد جعلتهن العادة الطويلة الأمد صالحات لهذه الحياة حتى بتن لا يرغبن في استبدالها. إن ثقافتهن لا تجعلهن صالحات لأي عمل آخر.
وعندما تطلب فتاة ما للزواج، تكون عادة في عمر الأربع عشرة سنة أو الخمس عشرة. والأب لا يستشير امرأته ولا ابنته، بل يكتفي بإعلامهما أنه قال كلمته (وعد)، وأن حفلة العرس ستكون في اليوم الذي عينه.
إن العروس تجهل غالبا اسم خطيبها، وإذا أرادت أن تراه فلا يكون ذلك إلا من ثقب النافذة، أو خصاص الباب، أو بصورة خفية في الشارع من خلال منديلها الشاشي الذي تضعه النساء على وجوههن، والملاءة التي تغطي القسم الباقي من جسدهن عندما يخرجن.
Неизвестная страница