Бейрут и Ливан за полтора века

Марун Аббуд d. 1381 AH
141

Бейрут и Ливан за полтора века

بيروت ولبنان منذ قرن ونصف القرن

Жанры

إن بلاطة جميلة من الفسيفساء اكتشفت هنالك عام 1836، ثم عثر على بلاطات بلغت من الفن غايته، ولكن التنقيب حطم قسما منها. أما أنا فكان نصيبي رأس رجل مسن، وقور الملامح، وظلت الفسيفساء التي لم يتمكن من نزعها عالقة بكمية من الطين، فاضطررت إلى ترك اللوحة في حديقتي، ثم كان زلزال أول كانون الثاني سنة 1837، ففرق بين هذين المركبين وحول الفسيفساء إلى ألف قطعة وقطعة.

عثر الباحثون على نواويس عديدة في بيروت، أهمها اثنان ينفردان بشكلهما وبالنقوش التي عليهما. غير أنه لا يحق لنا أن نحكم عليها تبعا لإلمامنا الفني وذوقنا الحاضر؛ فأحدها نقشت عليه هذه الحروف

IVLIA MAMMEA ، وهذه الآثار اشتراها أميركيو الولايات المتحدة ونقلوها إلى بلادهم.

ووجدت في ضواحي بيروت نقودا كان يتداولها محاربونا الصليبيون، وقطعا نقدية أخرى بقيمة فرنك، باسم لويس التاسع. وهذه النقود نقشت على وجهها السلاسل؛ فإن الملك لويس - كما يرى السيد ده لاسيناجري - قطع عهدا لسجانه بأن ينقش على النقود التي تضرب باسمه رسم سلاسل العبيد علامة القبض عليه! «ولما كان الملك لم ينس تعاسته، بل كان يذكر بها دائما، يقول السيد ميشو: فقد أمر لدى رجوعه بتبديل العملة، ووفى بوعده. وقد جاء في أحد التواريخ أنهم ضربوا نقودا صغيرة من الفضة (باريسيس

)، ونقودا كبيرة تحمل رسم السلاسل والأصفاد لتذكر بأسره.»

4

وأول طرفة نجدها حين نبتعد قليلا عن المدينة هي القناة القديمة التي تمد بيروت بالمياه، يذهب إليها في طريق ظريفة جدا، وفي السهل نجد آثار المجرى الذي كان ينقل هذه المياه. كان بالإمكان - لو كنا في ظل دولة أخرى - أن نرممها ونجر بها الماء إلى المدينة التي هي بحاجة ماسة إليه. إن مجرى المياه هذا قائم على سطح الأرض، فهو بين تارة، وحينا يختفي تحت التراب ليظل محافظا على معدل استوائه الذي يقتضي كثيرا أو قليلا من العمق. ويمكننا الحكم نظرا لطريقة بناء القناة بأن الزلازل - وحدها - لا تستطيع أن تهدمها؛ فهي - والحق يقال - صنع الرومان، وربما كان هؤلاء قد قاموا ببنائها على طريقة الإغريق؛ فالمجرى الذي كان ينقل مياه النبع باق حتى اليوم في سفح الجبل، لجهة الشمال. ولما كان لا يفوت الأقدمين شيء لبعد نظرهم المتناهي، فقد غطوه ببلاط جميل متراص على أكمل وجه. إن هذا المجرى يستخدم اليوم لجر المياه إلى طاحونة، وهذه هي المنفعة كلها التي جناها العرب منه، وهم يحسبون أنها كافية.

وقبل وصولنا إلى النبع بربع ساعة نجد إلى الشمال مغارة سماها العرب الكنيسة، ومغارة أخرى تسمى مغارة القصير، كان يقيم فيها المكلف حراسة المجرى وصيانته، هذا إن لم تكن صومعة ناسك ما. إنها غرفة صغيرة مربعة الحجم، علوها يزيد قليلا على المترين ونصف المتر، أما عرضها فثلاثة أمتار و15 سنتيمترا، أما فسحة الباب فهي متر وثمانية سنتيمترات طولا، ومتر وخمسة وثلاثون سنتيمترا عرضا، وفي هذه الغرفة، عند السقف لجهة اليسار، ست طاقات مربعة، وللجهة اليمنى خمس.

وإحدى هذه الطاقات تتصل بالخارج بطاقة ضيقة طويلة، وعلى مسافة عشرين قدما إلى اليمين تقوم النوافذ. وفي هذا الوادي تقوم قرية تسمى زيرة معن، وقد كانت موطن فخر الدين الشهير.

اتفق أن اقتربت من الساقية لأتنشق قليلا من الهواء الرطب، فإذا بي أمام عدة أشخاص يعدون نوعا من العجين. ولما سألتهم عن الوجه الذي يستخدمونه فيه أجابوني: لصيد السمك ... لقد جهزوا لهذه الغاية محقنا كبيرا، أو شبه ملجأ، تاركين فيه منفذا واحدا تعبر منه المياه.

Неизвестная страница