أجبت في حدة: ماذا عن الفيلم؟ لقد عرضوا علي أن أكتب تعليقا له، فلماذا لا أفعل؟ إنها صنعتي. - إذن ما هي قصة كارلوس؟ - ليست هناك أي قصة. ما قلته لك هو كل شيء.
جعل يتأملني بإمعان، وبدا لي أنه حائر بين مسلكين، ثم استقر رأيه أخيرا، فتراخى في مقعده، وخلع السيجارة من المبسم وأطفأها في المنفضة وهو يقول: أستاذ، اسمع مني هالكلمة. ليس في وسعنا أن ننقذ شخصا في ظروفك كل يوم. وإذا كنا نجحنا اليوم، فربما لن نستطيع في المرة القادمة. نصيحتي لك أن تبتعد عن المتاعب. وإذا وجدت نفسك في مأزق يمكنك أن تلتجئ إلينا. نحن نمسك ببعض الخيوط، ونستطيع أن نحرك البعض الآخر.
التقط بطاقة من علاقة نحاسية وقدمها إلي قائلا: ها هو اسمي ورقم تلفوني. لا داعي لأن تأتي أو لأن نتقابل. يكفي أن ترفع السماعة وتتكلم. ستجدنا بعد ذلك من الشاكرين. بالمناسبة. هذا الكتاب الذي تحدثت عنه، هل وجدت له ناشرا؟
قلت: ليس بعد.
قال: أعطني نسخة من المخطوطة فربما وجدنا لك واحدا.
قلت: للأسف لم تعد عندي نسخ.
نهض واقفا ومد يده إلي بجواز سفري ومفكرتي وبقية الأوراق التي كانت في جيوبي. نهضت بدوري وتناولتها منه ثم قلت: لقد كان معي حوالي مائتي ليرة.
قال وهو يدق جرسا مثبتا إلى مكتبه. - هذا هو كل ما حصلنا عليه من خاطفيك. إذا كنت في حاجة إلى نقود يمكنني أن أقرضك.
مد يده إلى جيبه، فاستوقفته قائلا: ليست هناك ضرورة. لن أحتاج إلى شيء. وسأعرف كيف أتصرف.
أصررت على الرفض، فأبعد يده عن جيبه. وولج الحجرة رفيق السيارة، فخاطبه العميد قائلا: رافق الأستاذ إلى البوابة، واستدع له سيارة أجرة.
Неизвестная страница