وبعد ساعات أصدر بيجين بيانا قال فيه: «تمر أيام يقول فيها جميع مواطني إسرائيل، وكذلك ذوو النية الطيبة في دول مختلفة: كل الاحترام للجيش الإسرائيلي. وهذا اليوم هو أحد هذه الأيام؛ فخلال 24 ساعة، وفي أحوال جوية وجغرافية سيئة، أنجز الجيش الإسرائيلي المهمة التي ألقتها الحكومة على عاتقه، فوق جبهة طولها مائة كيلومتر.»
دائرة قلمية حول فقرة من كتاب عزرا وايزمان «معركة السلام» .. .. ..: «وبعد دقائق قليلة من اجتياز أول دبابة إسرائيلية حدود جنوب لبنان، دق جرس التليفون في مكتب «اليعازر ريمون» رئيس وفدنا في القاهرة. وبالرغم من الساعة المتأخرة في الليل صدرت تعليمات القيادة العامة في تل أبيب إلى ريمون للاتصال برئيس المخابرات المصرية - الجنرال شوكت - ليوافيه برسالة هامة .. وأخطر ريمون شوكت: منذ وقت قصير، بدأت قواتنا عملية محدودة على الحدود اللبنانية لإزالة قواعد الإرهابيين من المنطقة، وآمل أن هذه العملية المحدودة لن تعطل المحادثات بين بلدينا».
مدرعات إسرائيلية ذات لون أصفر مغبر تتقدم في طريق زراعي، على الجانبين أطفال فلسطينيون، قيدت أيديهم وعصبت عيونهم، النيران تلتهم قرى بكاملها، ناس تجري مذعورة، بيوت تنهار، دماء على الوجوه، جثث في الطريق، طفلة في الثالثة من عمرها تنفجر الدماء من فخذها المبتور، مسلح يحمل شارة فلسطينية يطلق النار من فوق ربوة، قذيفة تصيب الربوة فتفجرها.
دائرة قلمية حول فقرة من مذكرات محمد إبراهيم كامل، وزير الخارجية المصري: «في صباح اليوم التالي للغزو الإسرائيلي .. اتصلت تليفونيا بالرئيس السادات في استراحة القناطر الخيرية لأعرض عليه البيان الذي أعددته .. حول العدوان .. إلا أني لم أتمكن من محادثته لأنه كان لا يزال نائما. وعاودت الاتصال به بعد ذلك عدة مرات في فترات متباعدة دون جدوى .. فبادرت بإصدار البيان دون انتظار رأي السادات فيه؛ إذ كان الموقف محرجا بالنسبة لمصر، خاصة أمام العالم العربي ...
وفي الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر، اتصل بي السادات تليفونيا في الوزارة وسألني في صوت ملؤه تثاؤب عن السبب الذي طلبته تليفونيا من أجله عدة مرات في الصباح، فأجبته بأن الأمر يتعلق بالهجوم الإسرائيلي على لبنان.
فقال السادات ضاحكا: «هل أعطوهم العلقة والا لسة؟» ولم يخطر ببالي ما يقصده، فقلت متسائلا: أفندم؟ فقال: «يعني أدبوهم ولا لسه؟» وفهمت أخيرا أنه يقصد إن كان قد تم للإسرائيليين تلقين الفلسطينيين درسا ...»
بلدة مرجعيون، فتاتان جميلتان في زي ميليشيا الكتائب اللبنانية، تحملان السلاح فوق كتفيهما، وتقومان بإرشاد الدبابات الإسرائيلية في شوارع البلدة الضيقة، تتبادلان كلمات بالعبرية مع الجنود الإسرائيليين.
سيارة ركاب تقل عددا من الصحفيين الأوروبيين، تتقدم على طريق ترابية محفوفة بالأشجار والصخور، على جانب الطريق مدرعة سوفييتية معطوبة، من بعيد تتردد أصوات قذائف الطائرات الإسرائيلية، أحد اللبنانيين المسلحين يتولى توجيه السيارة، يقول في مكبر صوت: «نحن المسيحيين عقدنا حلفا مع الشعب اليهودي.» شبان بالملابس العسكرية لميليشيا الكتائب وقوات سعد حداد، يلوحون لركاب السيارة بأيديهم، السيارة تقترب من قرية «القليعة»، الأهالي يخرجون إلى الطرقات، بعضهم يهتف: «شالوم. مرحبا» بضع فتيات يجرين وراء السيارة ويلقين الأرز عليها.
قرية تبنين، الرايات البيضاء فوق سطوح وشرفات بعض المنازل التي ينطق منظرها بيسر أصحابها، بائع لبناني يتكئ في رضا على سيارة مرسيدس وقد فرش على الأرض صناديق السجاير وزجاجات الويسكي وأوراق اللعب وموانع الحمل.
بلدة الخيام، الرياح تصفر بين النوافذ المحطمة، علبة فارغة من الصفيح تتدحرج في دوي مرعب، البلدة مدمرة تماما ولا أثر بها لمخلوق.
Неизвестная страница