تساءل من فوره: وباء والا انفجار؟
تساءلت: إسرائيل.
وحين انسحب الضيوف داخلين المبنى الرئاسي، جاهد هو في ألا تعاوده الحالة، سعل طويلا وبصق جانبا دون أدنى تحرج من الفتاة البسيطة الرقيقة، التي حاولت مساعدته في ارتباك مما ألم به.
ونجح أيضا هذه المرة في أن يركز اهتمامه المركزي على الجوارح المحومة تحت وهج الشمس حول المبنى بأصواتها الجرسية المدوية.
وما إن فتح عينيه معاودا التنفس بصعوبة، حتى أسر لنفسه وللفتاة التي لم تفهم شيئا: يبدو أن الأمر سيطول ... هاه؟
تخفف كل منهما من ملابسه، وقاما يذرعان مشيا مساحات الظل الضنينة فيما حول أشجار حديقة الليمون وزهور الإنترهينم بأفواهها المفتوحة على هيئة حيوانات دقيقة صريحة الألوان والعطر.
توقفا في مكانهما حين وصل تحليق الطيور الضواري من فوق مبنى الإدارة، وهي تضرب بأجنحتها وأصواتها إلى حد العنف ... الصراخ.
وأمكن للفتاة الصغيرة لحظتها أن تربط بلا خوف، بين برودة أطرافه حين تحسستها، وبين ما يحدث.
قال: أروح فين؟
بدا وجهه مفصحا للفتاة إلى حد جلي، حين ركزت عينيها التركوازيتين الخرزيتين على فيزيقية جسده بكامله، وهو يزم شفته مستطلعا ما يحدث عبر فراغات المؤسسة التي يغلب عليها اللون الأبيض، ليس من المنطلق الجمالي، بل لا بد أن الأمر هنا متصل بالدرجة الأولى، يتعذر هروب النزلاء، الأمن: أين؟
Неизвестная страница