Между религией и философией: Мнение Ибн Рушда и философов средневековья
بين الدين والفلسفة: في رأي ابن رشد وفلاسفة العصر الوسيط
Жанры
ولا بأنه غير عقلي كذلك، بل إنه فيما نرى غير عقلي حين يتعلق الأمر بالعامة الذين لا يطيقون النظر والأدلة البرهانية، وعقلي حين يتعلق الأمر بأهل النظر العقلي والفلسفة،
63
وإن رعاية هاتين الناحيتين هو ما جعل في كلامه ما يوهم أحيانا بأنه رجع عن نزعته العقلية إلى ما يناقضها. •••
والآن بعد أن انتهينا من بحث العلاقة بين العقل والوحي في رأي ابن رشد، وهو أمر اضطره لاصطناع طريقة تأويل الكثير من النصوص الدينية، ننتقل للفصل الثاني لنعرف أن هذا التأويل أو التفسير المجازي للنصوص الدينية كان ضروريا في رأي الفلاسفة والمفكرين من قبل فيلسوفنا وبعده: في اليهودية والمسيحية والإسلام، وبخاصة عند فيلون الإسكندري، لنرى صلة مذهب ابن رشد في هذه المسألة بما ذهب إليه أمثاله فيها.
الفصل الثاني
التأويل عند مفكري رجال الأديان العالمية
تمهيد
إن الذي عني بدرس التفكير الديني لدى أصحاب الديانات العالمية: اليهودية، والمسيحية، والإسلام . وتتبع الموقف الذي كان لأكثر هؤلاء المفكرين إزاء نتائج التفكير الفلسفي العالمي، ينتهي فيما نعتقد إلى الرأي الذي انتهينا إليه في هذه الناحية، وهو أن تأويل النصوص الدينية لتتفق وبعض الأفكار الفلسفية الصحيحة ظاهرة تاريخية في التفكير الديني.
1
ومن الشواهد أو الأدلة على ما نقول ما نجد من هذا التأويل في كل العصور، وهذا ما سنعمل على تبينه في هذا الفصل، وذلك لنعرف أن فكرة التأويل لدى ابن رشد لم تكن بدعا ولا تقليدا منه، ولنعرف كذلك ما قد يكون له من أصالة في تطبيقها على النصوص الدينية في الإسلام.
Неизвестная страница