Между религией и философией: Мнение Ибн Рушда и философов средневековья
بين الدين والفلسفة: في رأي ابن رشد وفلاسفة العصر الوسيط
Жанры
ورأى تبعا لهذا التقسيم أنه يجب عرض هذه الأمور وأمثالها على أفراد كل من هذه الطبقات، بطريقة تتناسب ومقدرتها على تصورها وفهمها، والله لا يكلف نفسا إلا وسعها، أي إما بتقريبها للفهم بذكر محاكياتها وأمثالها، وإما بذكر الحقائق مجردة سافرة.
وفيما يختص بإثباتها على كل حال، ينبغي أن نلجأ بالنسبة للعامة وأمثالهم إلى البراهين الإقناعية التي تنفعهم، وأن نلجأ إلى البراهين الحقيقية بالنسبة للقادرين عليها، أي: لأهل الاستدلال.
35 •••
وبعد، هل نجح الفارابي فيما أراده من التوفيق بين العقل والوحي، أو بين الفلسفة والدين؟ إننا نرى أنه مع ما بذله من جهد في هذه السبيل من السهل أن نقول: لا.
وذلك أنه على الرغم من محاولة الفارابي حل مسألة «الواحد» وصدور العالم عنه وكيفية هذا الصدور، قد بقي إله «أرسطو» غير مقبول في الإسلام، مع ما نال نظرية أرسطو من تعديل يرجع إلى أفلاطون ومدرسة الإسكندرية.
وفي الحق أن إلها يصدر العالم عنه بلا إرادة وخلق منه ولا نشاط له، وبينه وبين هذا العالم وسطاء عديدون، ولا يعلم إلا ذاته. إله كذلك لا يمكن أن يتفق والعقائد الصحيحة التي جاء بها الإسلام، وإن عني الفارابي - في نظرية الفيض، التي أراد بها على ما هو معروف التوفيق بين أرسطو والإسلام - بجعله سببا فاعلا.
وكذلك تسمية الفارابي للعقول التي ذهب إليها ليفسر صدور الكثير - وهو العالم - عن الواحد، ملائكة ليوافق القرآن في التسمية لا يجعلها حقا ملائكة كما جاء في الإسلام.
فإن هذه العقول عنها صدر العالم في رأيه، فهي خالقة على هذا النحو، وملائكة القرآن لا شيء لها مطلقا من الخلق أو الأمر، بل هم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، فكيف وتلك العقول! (1-3) السجستاني
وهذا مفكر آخر حري أن يأخذ مكانه بين مفكري الإسلام بعد أن طال إهماله، وهو أبو سليمان محمد بن طاهر بن بهرام المنطقي السجستاني الذي عاش إلى أواخر القرن الرابع الهجري، وإنه لأهل لأن يتحدث عنه مؤرخ التفكير الإسلامي.
وهو تلميذ يحيى بن عدي تلميذ الفارابي، ولكنه كان أنبه ذكرا من شيخه، كما كان شيخا في الفلسفة لأبي حيان التوحيدي، الذي ترك لنا في كتابيه: «المقابسات»، و«الإمتاع والمؤانسة» الكثير مما كان يجري في مجالس أبي سليمان، هذه المجالس التي كانت تحفل بالعلماء والحكماء يبحثون في نواح مختلفة من العلم والفلسفة، وكان المتجادلون يلجئون غالبا إليه؛ فيكون رأيه هو الرأي الفصل فيما كانوا يتحدثون فيه، ولا عجب، فقد كان السجستاني، كما يذكر ابن أبي أصيبعة في ترجمته، «فاضلا في العلوم الحكمية، متقنا لها مطلعا على دقائقها.»
Неизвестная страница