Между религией и философией: Мнение Ибн Рушда и философов средневековья
بين الدين والفلسفة: في رأي ابن رشد وفلاسفة العصر الوسيط
Жанры
18
ثم يؤكد بعد بضع صفحات من كتابه، فيذكر أن كل الفلاسفة الإسبانيين في عصر ابن رشد كانوا مثله غرضا للاضطهاد، ويعلل هذا الرأي الذي انتهى إليه بأن الموحدين يرجعون مباشرة إلى مدرسة الغزالي، فإن مؤسس هذه الأسرة في إفريقية كان أحد تلامذة هذا العدو الشديد للفلسفة، ويسوق قبل هذا وبعده مثلا متعددة لاضطهاد الفلاسفة أيضا في غير الأندلس من نواحي العالم الإسلامي.
على أنه ينبغي للباحث أن يتساءل بعد هذا وذاك عما إذا كان تعصب الموحدين ضد الفلسفة، كما يرى مونك ورينان، هو السبب الحقيقي الذي يكفي لتعليل نكبة ابن رشد وأصحابه.
لقد ساق «مونك» وهو بسبيل التدليل لرأيه ما سبق أن ذكرناه من تكليف المنصور لأبي بكر بن زهر إعدام كتب الفلسفة والمنطق، وأخذ المشتغلين بها بالعقاب، ولكن فاته أن المؤرخ الذي أورد هذا الخبر - وهو ابن أبي أصيبعة - ذكر أن المنصور خص ابن زهر بذلك لكي «إن كان عنده شيء من كتب المنطق والحكمة لم يظهر، ولا يقال إنه يشتغل بها ولا يناله مكروه بسببها.»
19
ولهذا لما اتهمه بعض أعدائه بأنه معني بالحكمة وعنده الكثير من كتبها، وشهد معه كثيرون بذلك، كان جزاؤه السجن ورد قوله لما يعرفه المنصور كما قال في ابن زهر «من متانة دينه وعقله.»
20
وكذلك ساق نفس المؤرخ على أثر ما تقدم أن ابن زهر هذا كان له تلميذان يدرسان عليه الطب، فأتياه يوما ومعهما كتاب في المنطق، فلما عرفه رمى به وقام ليضربهم فجروا أمامه وهو يعدو وراءهم حتى فاتوه.
وبعد بضعة أيام حضرا معتذرين بأنهم لم يكونا يعرفان ما في هذا الكتاب الذي أخذاه من غلام وهما في طريقهما إليه، فتظاهر بقبول ما اعتذرا به، ثم أمرهم بحفظ القرآن، والاشتغال بالتفسير والحديث والفقه، والمواظبة على رعاية الأمور الدينية؛ فلما امتثلا لأمره وصارت تلك الأمور عادة لهما، أخرج لهما كتاب المنطق وقال: «الآن صلحتم لأن تقرءوا هذا الكتاب وأمثاله علي، وأشغلهم فيه.»
21 •••
Неизвестная страница