Между религией и философией: Мнение Ибн Рушда и философов средневековья
بين الدين والفلسفة: في رأي ابن رشد وفلاسفة العصر الوسيط
Жанры
مع أن المسألة هي إثبات أول رسالة إلهية للناس.
فيلسوف الأندلس لم يرض إذن طريقة المتكلمين في إثبات النبوة عامة، وإثبات بعثة خاتم الأنبياء خاصة، وذلك لمكان هذه الشبهة أو هذا الضعف فيها، فما هي الطريقة التي يرضاها وتصلح على السواء للخاصة والعامة من الناس؟ هنا تظهر حقا طرافة رأي ابن رشد إذا قورن برأي المتكلمين.
إنه يرى أن محمدا
صلى الله عليه وسلم
لم يدع النبوة متحديا المعارضين المكذبين لرسالته بأمور خارقة للطبيعة، مثل قلب العصا ثعبانا ونحو هذا مما ذهب إليه المتكلمون، ودليل هذا أن قريشا ومعارضيه جميعا حين طلبوا منه - فيما طلبوا - دليلا على صدقه ليؤمنوا به، أن يفجر لهم من الأرض ينبوعا، أو يسقط السماء عليهم، أو يرقى إليها ليأتي منها بكتاب يقرءونه، أمره الله تعالى أن يجيبهم بقوله (سورة الإسراء: 93):
سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا
يريد أن يقول لهم بأن هذه الخوارق للطبيعة من شأن الخالق وحده، ولست إلا بشرا لا قدرة له عليها، وكل أمري أني فقط رسول من الله إليكم وإلى الناس كافة.
وإذا كان رسولنا لم يقم بشيء من ذلك للتدليل على صدقه في أنه نبي، فإن «الذي تحدى به الناس وجعله دليلا على صدقه فيما ادعى من رسالته هو الكتاب العزيز» وحده.
48
ولكن كيف نعرف أن هذا الكتاب معجز، وأنه يدل على كون محمد رسولا وقد سبق أن نقد ابن رشد نفسه طريقة المتكلمين بأن بين ضعف دلالة المعجز على الرسالة، وبخاصة على أول رسالة إلهية؟
Неизвестная страница