Между двумя дворцами

Наджиб Махфуз d. 1427 AH
167

Между двумя дворцами

بين القصرين

Жанры

فقال ياسين متصنعا الجد: على أي حال، فلحماتك الرحمة ولك صادق التهنئة!

فقالت بسخرية: التهنئة الحقة لك أنت قريبا إن شاء الله حين تزف إلى عروسك الثانية! ... أليس كذلك؟

فما تمالك إلا أن ضحك، ثم قال: ربنا يسمع منك.

فتساءلت عائشة باهتمام: حقا؟

ففكر قليلا ... ثم قال في شيء من الجد: المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، ولكن من يعلم بما يأتي به الغد؟! ربما ثانية وثالثة ورابعة ...

فهتفت خديجة: هذا ما أتوقعه، الله يرحم جدك!

فضحكوا جميعا حتى كمال، ثم عادت عائشة تقول بصوت أسيف: مسكينة زينب! ... كانت فتاة لطيفة وطيبة ... - كانت! ... وكانت حمقاء أيضا، أبوها - مثل أبي - لا يطاق، لو رضيت بمعاشرتي كما أحب ما فرطت فيها أبدا. - لا تعترف بهذا، حافظ على كرامتك، لا تشمت بك خديجة.

قال باستهانة: نالت الجزاء الذي تستحقه، فلينقعها أبوها ويشرب ماءها.

فغمغمت عائشة: ولكنها حبلى يا ولداه! ... أترضى لوليدك بأن ينمو بعيدا عن رعايتك حتى تسترده غلاما؟!

آه، أصابت مقتلا، ينمو في حضانة أمه كما نما أبوه من قبل، ربما كابد تعاسة كتعاسته أو أشد .. ربما نمت معه كراهية لأمه أو لأبيه، تعاسة على أي حال. قال عابسا: ليكن حظه كحظ أبيه، ما باليد حيلة!

Неизвестная страница