طوال وليل العاشقين طويل
يبين لي البدر الذي لا أريده
ويخفين بدرا ما إليه سبيل
أما في النجوم السائرات وغيرها
لعيني على ضوء الصباح دليل
ألم ير هذا الليل عينيك رؤيتي
فتظهر فيه رقة ونحول
حبيبك مكسيم
وبعد ذلك بأيام وجيزة جاءني كتاب من عمي، يأمرني فيه بالاستعفاء من خدمة فركنباك، فرأيت فكره غير حسن، وقلت ربما ينقلب البارون عدوا لنا، فيكون حاجزا آخر دون نيل الحبيبة، ولكنني دفعت كتاب عمي إليه، فقرأه وكأني به قد كاد الغيظ يقتله، فاحمر خجلا، ثم ضرب بيده على الطاولة ضربة قوية فانكسرت، ووقع الحبر على الأوراق فطمسها، وقال لا، لا أسمح لك بذلك أبدا، انتظر أيضا فما بعد الصبر إلا الفرج، إنني أكاد أذوب خجلا من عمك، ولا أعلم بماذا أجيبه فواخجلتاه، قال هذا بذلة وعبارات مملوءة بالرقة والحزن، فلما رأيت حزنه وشدة تأثره، وقعت عليه وطلبت عفوه.
الفصل السادس
Неизвестная страница