حبيبتك لويزا
فأجبتها بهذا الكتاب المختصر:
حبيبتي ومليكة فؤادي
كل ما جرى كان مقدرا، ويجب أن أخلو بك؛ لأحدثك بهذا الشأن مليا، فأنا أنتظرك غدا سحابة النهار، عسى أن الظروف تمكنك من المجيء إلي، أحسني الظن بشرفي وحبي، أقبلك.
حبيبك مكسيم
وفي الغد أقبلت تتمايل في تهاديها، كأنها الشمس تبدو بأبهى مجاليها، فاستقبلتها كما يستوجب الغرام من الحفاوة والإكرام، فقالت: إن مجيئي إليك لم تسبقني إليه عذراء من قبل؛ وذلك لاندماج اعتقادي على شرفك، والآن قل ما بدا لك، واختصر في حديثك ما تستطيع، فقلت: إن حل مسألتنا بسيط وصعب معا، فإذا انقاد البارون لإرادة البارونة يعظم الخرق، ويطمى البلاء، وإذا لم يطعها نبلغ المرام بأقرب وقت، وكيف كان الأمر، فإنني أبقى على عهدي، وأبذل في نيل المراد جهدي، وتأكدي يا حبيبتي أني أقطع كل المشاق والمصاعب للوصول إليك، وإذا فرقت بيننا الليالي؛ فإنها لا تستطيع أن تفرق بين قلبينا، ولا يقدر أن يفصلني عنك إلا الله تعالى والقبر، فقالت: وأنا أقسم أيضا بما أقسمت به، فقلت: وهل تأذنين لي يا حبيبتي أن أختم على هذا القسم بقبلة نجعلها يمين الأمانة والوفاء؟ فقالت: نعم، ثم انحنت علي، فقبلتها قبلة وقبلتني مثلها، ثم ودعتني ومضت.
الفصل الرابع
جهد الصبابة أن تكون كما أنا
عين مسهدة وقلب يخفق
ما لاح برق أو ترنم طائر
Неизвестная страница