Между религией и наукой: история конфликта между ними в средние века в астрономии, географии и эволюции
بين الدين والعلم: تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى إزاء علوم الفلك والجغرافيا والنشوء
Жанры
11
ومن أجل أن يظهر فساد نظرية «كوبرنيكوس» من طريق المشاهدة تراه يقول بأن هذه النظرية لو كانت صحيحة فلا بد من أن يستمر الهواء هابا من جهة الشرق على الدوام، وأن البنايات المشيدة فوق الأرض بل الأرض نفسها، كان ينبغي أن تطير هائمة في الفضاء بقوة اندفاع عظيمة تستلزم أن يتهيأ الناس بمخالب كمخالب القطط، حتى يستطيعوا أن يبقوا فوق ظهرها بأن يثبتوا مخالبهم فيما تصل إليه من الأجسام. ولم يلبث عند هذا، بل عمد إلى «أرسطوطاليس» وإلى القديس «توماس أكونياس» مستعينا باللاهوت والعلم معا؛ لكي يبرهن على أن الأرض يجب أن تثبت في المركز، وأن الشمس يجب أن تدور من حولها.
على أن مقاومة نظرية «كوبرنيكوس» لم تقتصر على المتعصبين من أهل الدين، فإن رجالا عظام القدر كبار الخطو مثل «جان بودن»
Jean Bodin
في فرنسا و سير «توماس برون»
sir Toomas Browne
في إنجلترا قد أعلن كلاهما أن مذهب «كوبرنيكوس» مناف لنصوص التوارة والإنجيل. (4) انتصار الكنيسة على غاليليو
بينما كانت أخبار الانتصار على «غاليليو» وعلى الحق الثابت كشف له عنه، تنهال من كل ناحية وتتجاوب بأصدائها نواحي أوروبا، كان الفلكي الكبير مكبا على كتابة مقالة قصيرة، وضعها في صورة محاورة أورد فيها كل البراهين التي تؤيد نظريتي «كوبرنيكوس» و«بطليموس» وكذلك البراهين التي تنقضهما، معلنا خضوعه لكل ما يمكن أن تفرض محاكم الكنيسة من الأوامر، إذا سمح له بطبعها ونشرها. وفي النهاية وبعد مناقشات طويلة استغرقت ثمانية أعوام، رضي رؤساء الدين أن تطبع تلك المقالة، وعلق طبعها على شرط مزر، هو أن يكتب الأب «ريشيارديني»
Ricciardini
رئيس البلاط المقدس، مقدمة تتفق وما يرى في الأمر من رأي، وأن يوقعها «غاليليو»، وفيها استعرضت نظرية «كوبرنيكوس» على زعم أنها أضغاث أحلام ونزعات خيال، وليست بشيء جدي ينافي مذهب «بطليموس» الذي حققت محاكم التفتيش صحته بعناية البابا «بولص الخامس» سنة 1616.
Неизвестная страница