وفتحت عيني وواجهتها. لم يكن وجهها أحمر من الخجل، ولو كانت قد سألتني في جو مناقشة حامية لكانت قد تكلمت بصراحة أكثر وما همها.
واعتدلت وقلبي يخفق ؛ فمهما بلغ تبلد إحساسي تجاهها فللتبلد حدود. وجرأتها كانت قد استثارتني فعلا؛ فقد فاجأتني بسؤالها ونحن وحدنا، وهي فتاة، وأنثى جميلة على أية حال، ثم إني حين كنت في النادي معها كنت مشغولا عنها بسانتي وتأرجحي بين الشك واليقين في حقيقة شعورها نحوي، أما في لحظتنا تلك، فقد كنت واثقا أني استحوذت على سانتي وأني وصلت معها إلى مرحلة اليقين، أو على الأقل إلى الدرجة التي أستطيع أن أستريح من التفكير فيها قليلا، وتصل بي ثقتي بنفسي ورجولتي إلى درجة أستطيع أن آخذ منها إجازة دقائق أتفرغ فيها لهذه الفتاة لورا التي لم يعد ينقصها إلا أن تنقض علي وتغتصبني.
وقلت لها وأنا لا أكاد أصدق: تريدين أن تعرفي ...
قالت بحماس: أجل، أجل.
قلت بكل استمتاع: كل شيء؟
قالت (ولعلها أرادت أن تستمتع بالسؤال هي الأخرى): ماذا تقصد؟
قلت: أقصد كل شيء عما يحدث قبل الحمل والولادة ...
قالت ببراءة علمية، لم أكن أشك لحظة واحدة في أنها مصطنعة، وإن عجز إدراكي عن تبين هذا: أجل.
قلت: حسن جدا!
وقمت إلى المكتبة وأخرجت كتاب التشريح، وجاءت وجلست بجواري على الكنبة، وبالاستعانة بما في الكتاب من رسوم توضيحية وفوتوغرافية مضيت أشرح لها وهي تهز رأسها علامة الفهم والإدراك، وأحاول أنا أن ألمح أثر كلامي على وجهها فلا أجد له أي أثر، ولكني لاحظت أنها كفت عن هز رأسها، وأن وجهها قرب النهاية قد بدأ يتجمد ويبهت لونه قليلا، وذراعها القريبة من ذراعي أحسست بها قد أصبحت باردة برودة طلب الخطيئة.
Неизвестная страница