قلت: هكذا اخرجه ابو نعيم في مناقب المهدي (1253).
فان سأل سائل وقال: مع صحة هذه الاخبار وهي ان عيسى (ع) يصلي خلف المهدي (ع) ويجاهد بين يديه وانه يقتل الدجال بين يدي المهدي (ع) ورتبة التقدم في الصلاة معروفة، وكذلك رتبة التقدم للجهاد، وهذه الاخبار مما ثبت طرقها وصحتها عند السنة، وكذلك ترويها الشيعة على السواء، فهذا هو الاجماع من كافة اهل الاسلام، إذ من عدى الشيعة والسنة من الفرق فقوله ساقط مردود وحشو مطرح، فثبت ان هذا اجماع كافة اهل الاسلام، ومع ثبوت الاجماع على ذلك وصحته فأيما افضل الامام أو المأموم في الصلاة والجهاد معا؟؟
الجواب عن ذلك هو ان نقول: انهما قدوتان نبي وإمام وإن كان احدهما قدوة لصاحبه في حال اجتماعهما وهو الامام يكون قدوة للنبي في تلك الحال وليس فيهما من تأخذه في الله لومة لائم.
وهما أيضا معصومان من ارتكاب القبائح كافة، والمداهنة والرياء والنفاق ولا يدعو الداعي لأحدهما الى فعل ما يكون خارجا عن حكم الشريعة ولا مخالفا لمراد الله تعالى ورسوله.
وإذا كان الأمر كذلك فالامام افضل من المأموم لموضع ورود الشريعة المحمدية بذلك بدليل قوله (صلى الله عليه وآله): (يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فان استووا فاعلمهم، فان استووا فافقههم، فان استووا فأقدمهم هجرة، فان استووا فأصبحهم وجها).
فلو علم الامام ان عيسى افضل منه لما جاز له ان يتقدم عليه لأحكامه علم
Страница 498