اثنان ذوا عدل منكم أو آخران من غيركم } الآية قيل : نزلت في ثلاثة نفر خرجوا إلى الحبشة وهم : [1] عدي بن زيد(1) [2] وتميم بن أوس وهما نصرانيان [3] وبديل مولى العاص السهمي وكان مسلما ولما ركبوا البحر مرض بديل وكتب صحيفة فيها جميع ما معه وطرحها في وعائه ودفع متاعه إلى صاحبيه ليدفعاه إلى أهله إذا رجعا إليهم ، ومات بديل في البحر فأخذا إناء من فضة منقوشا بالذهب فيه ثلاثمائة مثقال ولم يعلما بشأن الصحيفة فلما انصرفا إلى المدينة ودفعا المتاع إلى أهله فرأوا (2)الصحيفة وفقدوا الإناء ثم طالبوهما به قالوا : ما لنا بالإناء من علم فرفعوهما إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأنزل الله هذه الآية قال أبو علي : كانت شهادة أهل الكتاب جائزة في ابتداء الإسلام ثم نسخ بقوله تعالى : { وأشهدوا ذوي عدل منكم } (3)وقال شريح والأوزاعي : شهادتهم في السفر على الوصية جائزة على المسلمين ، وقال عبد الله بن الحسين عليه السلام : والقول عندنا في الآية أنها محكمة وليست بمنسوخة وهي في أهل الإسلام خاصة دون أهل الذمة ومعنى الآية : اثنان ذوا عدل منكم يعني من القبيلة أو من غيرهم من المسلمين إذا لم يكن فيمن حضر من قبيلتكم عدلان يوثق بهما على أداء الشهادة في غيرهما من قبائل المسلمين .
قوله تعالى : { فإن عثر على أنهما استحقا إثما فآخران يقومان مقامهما من الذين استحق عليهم الأوليان فيقسمان بالله لشهادتنا أحق من شهادتهما وما اعتدينا إنا إذا لمن الظالمين } (4)
قال عبد الله بن الحسين رضي الله عنه : الآية عندنا محكمة وليست بمنسوخة وعلى الأمة العمل بها إلى يوم القيامة وهو رأي الهادي إلى الحق عليه السلام ومروي عن الحسن ، وقيل : إنها منسوخة في استحلاف الشهود وقبول شهادة الذمي وهو قول ابن عباس وإبراهيم وأبي علي وقاضي القضاة رحمهم الله تعالى .
(سورة الأنعام) (مكية ) قوله تعالى: { قل لست عليكم بوكيل }
Страница 53