Герой-завоеватель Ибрагим и его завоевание Сирии в 1832 году
البطل الفاتح إبراهيم وفتحه الشام ١٨٣٢
Жанры
ولما اجتمع سفراء روسيا وبروسيا والنمسا باللورد بالمرستون ليتفقوا على إكراه محمد علي على ترك سوريا، كتب محمد علي إلى عباس باشا وإبراهيم يقول:
لم يعرف قرار حكومة لندرة بالضبط حتى الآن، لكنا تحصلنا من كتاب قناصل روسيا وإنكلترا والنمسا أنهم يرون بث الفتن في بلاد الشام ومساعدة الأهالي، بإرسال ستة آلاف جندي عثماني إلى قبرص، وإرسال السلاح والذخيرة لتوزيعها على أهالي سوريا، وإرسال فرمان سلطاني إلى الأمير بشير بالخروج من طاعتنا والولاء لنا، وإرسال رسل من لدن الدول الأربع على وابور إنكليزي ليوزعوا في بلاد سوريا؛ لحض الناس على الخروج من حكم محمد علي. أما فرنسا فإنها تعد مائة ألف جندي، فعليكم رقابة السواحل، ومنع خروج الأجانب من المراكب، ومنع نشر الكتابات المهيجة، واتخاذ نظام الحجر الصحي حجة لهذا المنع، واستعملوا الشدة المتناهية.
وكان محمد علي إبان ذلك يستعد ويتأهب للدفاع، فألف في مصر حرسا وطنيا بتجنيد العمال في ورش الحديد وورش المهمات الحربية وورش بولاق وتلامذة المكاتب، واستثنى عمال المصانع. وتقدم من المشايخ السيد العزبي لتأليف آلايين من الرديف والشيخ حسن سرور والشيخ علي الجزار لتأليف آلايين، فأنعم عليهم برتبة الميرالاي. ثم استأذنه الشيخ عثمان السناري بتأليف آلايين من شبان باب الشعرية والجمالية أسوة بعلي الجزار وحسن سرور، فأذن له وأنعم عليه برتبة الميرالاي. ثم ألف هذا الشيخ آلايين آخرين، فأنعم عليه برتبة اللواء. وألف الشيخ محمد الإبراشي آلايا من قسم السيدة زينب والخليفة، وإبراهيم عارف من الدرب الأحمر وقيسون وعلي سعيد وسالم بدوي أربعة آلايات، فأنعم برتبة اللواء على الشيخ محمد الإبراشي والميرالاي علي الشيخ سعيد والشيخ سالم. وهكذا تألف 12 آلايا من الحرس الوطني، ووزع هذا الحرس على الإسكندرية ورشيد ودمياط وبولاق وجهات القاهرة، وكان الآلاي يؤلف من 3500 مقاتل.
ووجه محمد علي رتبة قومندان الرديف إلى محمد باشا ابن الشيخ الشرقاوي ومصطفى باشا العروسي ابن الشيخ العروسي.
ثم أصدر أمرا بتأليف لجنة برياسة ولده سعيد باشا لتقوية استحكامات الإسكندرية، وأمر إبراهيم باشا يكن ابن أخته والي اليمن بالمجيء إلى مصر مع عساكره المرابطة هناك، وأمر في الوقت ذاته بتنظيم أبراج الإرشادات التي كانت تقوم مقام التلغراف بين مصر والشام. ولما وصلت آلايات اليمن وكل إليها تعليم الرديف أو الحرس الوطني.
وكان محمد علي يبذل جهده لإخماد الثورة اللبنانية؛ لأن تعليمات المسيو تيرس وزير خارجية فرنسا لقنصل دولته في الإسكندرية كانت تتضمن ذلك بقوله: «يجب أن تكون خطة فرنسا ومصر واحدة لغرض واحد، وهو محو النتائج التي تعلقها الدول الأربع على اتفاقها، والطريقة الوحيدة لذلك إخماد الثورة في سوريا؛ فإن الثورة التي اتقدت في لبنان هي السبب الأصلي لإبرام ذلك الاتفاق بين الدول، فما دامت هذه الثورة ناشبة فالاتفاق بين الدول الأربع يظل قائما.»
فإذا أخمد محمد علي ثورة لبنان، وحصن الإسكندرية وعكا، وجمع قواته في سوريا لضبطها وفي سفح جبال طوروس ليوقف أعداءه ويهددهم بالانقضاض عليهم؛ فإنهم لا يتوصلون لإخضاعه، ولا يحملهم على التسليم وعلى محو اتفاق الدول الأربع، لأنهم لا يملكون أية وسيلة من وسائل الإكراه.
وكان محمد علي على هذا الاعتقاد؛ لأنه كان يقول: «إن كل ما تستطيعونه هو توزيع المنشورات والنقود والسلاح فتذهب ضياعا؛ لأن جنودي تحتل السهول، والأمير بشير يحتل الآكام والروابي. فإذا عاد الجبليون للثورة كانوا بين نارين، ولا عون لهم سوى ستة آلاف ألباني ترسلهم تركيا.»
وبينما كان إبراهيم باشا مجدا في إخماد الثورة في لبنان، نزل خلسة على سواحل طرابلس ريتشردوود الذي كان قد صرف في لبنان سنتين بحجة درس اللغة العربية، فأخذ بعد نزوله يدفع اللبنانيين إلى إرسال العرائض للباب العالي لينقذهم من مغارم حكم محمد علي. وكان قنصل إنكلترا في الإسكندرية يسهل على رجال الأسطول العثماني الفرار، ولما سئل اللورد بالمرستون عن ذلك كله في مجلس نوابهم أجاب «أنه يوافق كل الموافقة على كل وسيلة من شأنها إعادة رعايا السلطان إلى حظيرة السلطنة.»
وكانت الحكومة الإنكليزية قد أرسلت أسطولا إلى بيروت بحجة المحافظة على رعاياها ، فأرسلت الحكومة الفرنساوية إحدى سفنها لرقابة حركة الأسطول الإنكليزي. ووصول هذا الأسطول كان قد أشار إليه محمد علي في كتابه إلى عباس باشا، فنصح القائد الفرنساوي للسفن المصرية بالعودة من بيروت إلى الإسكندرية، فعملت بالنصيحة. وفي 7 يوليو؛ أي بعد يومين من قيامها، وصل الأسطول الإنكليزي ونزل قائده الأميرال نابيير إلى البر وطاف أنحاء البلاد. وفي 3 أغسطس غادر مياه بيروت، وقبل أن يبعد بعيدا تلقى الأوامر بالعودة إلى بيروت، وانضم بعض المراكب إلى أسطوله، وتلقى نص الاتفاق الذي أبرم بين الدول الأربع لإخراج محمد علي من سوريا، وهو اتفاق 15 يوليو.
Неизвестная страница