Герой-завоеватель Ибрагим и его завоевание Сирии в 1832 году
البطل الفاتح إبراهيم وفتحه الشام ١٨٣٢
Жанры
وفي 3 مارس بدءوا بضرب القلاع على الطريقة الجديدة، واستمروا على ذلك عشرة أيام كاملة إلى أن دكوا البرج الذي يحمي باب المدينة، واندك معه جانب من السور، فردم الخندق وهجم المصريون من تلك الفتحة التي فتحتها المدافع، ولكنهم اصطدموا بجيش عبد الله باشا، ولم تكن الفتحة تتسع لأكثر من ثلاثين رجلا، وكان عبد الله باشا قد نصب في تلك الفتحة ذاتها مدفعين، فاستولى عليهما المصريون برءوس الحراب.
ولما دخل الجنود المصريون المدينة أخذ جنود عبد الله باشا يلهبون ألغام البارود المبثوثة في الأرض وتتناولهم نيران البنادق من المنازل، فخشي القواد سوء العاقبة، فأمروا الجنود بالارتداد، وهكذا حبط هجوم 9 مارس 1832.
ولكن هذا الهجوم دل على أن المدينة باتت في حالة الاحتضار؛ لأن الحامية نقصت ولم يبق منها للقتال سوى 900 مقاتل، ولأن الأمراض تفشت فيها وقلت اللحوم والبقول.
أما الباب العالي فإنه لم يفعل شيئا لإمداد عكا؛ لأن رجاله كانوا منصرفين إلى التحاسد أكثر من انصرافهم إلى التعاون، ولأن صدمتهم في طرابلس وحمص أوهنت قواهم وفرقت شملهم.
ولما اجتمع قناصل الدول عند محمد علي لتهنئته بعيد الفطر في 4 مارس حدثهم وحدثوه بأمر الحملة على عكا، فقال لهم محمد علي:
أين هي جيوش جلالة السلطان؟ وأين هم قواده العظام؟ أهو باشا حلب الذي كان منذ عهد قريب باش قواص؟ لا ... إنه يحسن بالباب العالي أن يعمل حسابه قبل أن يهجم على جيشي.
وكان من عادة الباب العالي أن يصدر في كل سنة يوم عيد الفطر التوجيهات أو جدول باشاوات السلطنة وأصحاب الرتب والولايات، فصدرت التوجيهات في تلك السنة وليس فيها اسم محمد علي وابنه إبراهيم، فلم يدل ذلك لا على غضب السلطان فقط، بل على عزمه على تأديبها - كما كان يفهم دائما من هذا العمل ...
وإليك ما جاء في مقدمة التوجيهات: «رأينا ألا نقطع بتوجيه ولايات مصر وجدة وكريد حتى يصل إلى بابنا العالي جواب محمد علي باشا على ما أرسلنا إليه من الرسائل والفرمانات بشأن ما ارتكبه من الخروج على خليفته وسلطانه، ولزوم عدوله عن خطة الخسة والدناءة التي سار عليها هو وإبراهيم ولده، أو رجوعه إلى حد التأديب وقهره بقدر ما تصل إليه القدرة إن شاء الله.»
أما من الوجهة العسكرية، فالذي يصح قوله أن إبراهيم أدرك عند ظهور عثمان باشا أمام طرابلس وظهور قواد آخرين بين حلب وحمص، أن القواد الأتراك يجمعون قواتهم ليهاجموه، وبدلا من أن يكون حاصرا عدوه يصير محصورا، فأبقى أمام عكا آلايين وصار بعشرة آلاف جندي لمقاتلة قواد السلطان، ووكل إلى الأمير بشير وابنه أمين حراسة خطوط المواصلات وجمع المؤن في زحلة وبعلبك والرياق. ولما وصل إبراهيم باشا إلى القصير خرج أعيان حمص لمقابلته وتهنئته، ثم عاد إبراهيم باشا إلى بعلبك وزحلة، فظن عثمان باشا ورفاقه أنه تقهقر، فقصدوا إلى جيشه ومعهم 12 ألف جندي، فارتد عليهم وفرقهم، فاتجهوا نحو حماه على ما قلنا، واتجهت أنظاره إلى عكا للخلاص من حصارها، فترك قوته في بعلبك بقيادة أخيه عباس باشا ليرقب حركة الجيش التركي.
وهكذا اتبع إبراهيم خطة نابليون قبل ذلك باثنين وثلاثين سنة، فاستولى وهو سائر إلى سوريا على غزة ويافا وحيفا والقدس ونابلس.
Неизвестная страница