ولم يقل شعبان حرفا. أشار لابنه وسكت.
وقال إبراهيم أفندي وقد ارتسم أسى أكثر من اللازم على وجهه وكأنه فوجئ برؤية رأس الولد المجروح: خير؟ ما له؟ ما لك يا بابا؟ ما لك؟!
فقال شعبان: ابنك عوره. - ابني مين؟!
قالها إبراهيم أفندي باستنكار ثم أضاف: إنت متأكد .. يعني واحد من الأولاد اللي كانوا هنا دول هو اللي ضربه؟! - أيوه. - يا ولد، يا ولد انت وهوه!
قالها إبراهيم أفندي في شموخ وشهامة.
وجاء الأولاد يتدارون بعضهم في بعض. وكش فيهم الأب: اقف عدل يا ولد .. اقف عدل .. شيل إيدك من على كتف اخوك يا قليل الأدب.
ووقف الأولاد، وجاءت وقفتهم أقرب ما تكون إلى الطابور ، كانوا ثمانية وكانوا يصنعون مع الأرض مثلثا أصغرهم طوله أشبار وأكبرهم أطول من الوالد نفسه بقليل.
وحدق فيهم إبراهيم أفندي وهو يتفحصهم ليحزر من الجاني. ويحس بنوع من الثقة لأنه رئيس هذا الطابور كله يستطيع أن يحركه كيف يشاء. وقال لابن شعبان: مين، مين فيهم اللي ضربك يا بابا؟
وأشار الولد إلى فؤاد الذي يقف في الوسط وقال: ده.
وهنا ضاع زمام الموقف وهاج كل شيء، وارتفع صوت شعبان يحكي ويعنف وقد ذهب عنه خجله وحرجه، ويطالب أن يضرب الجاني علقة .. الآن .. أمام عينيه، وإلا كان ما كان.
Неизвестная страница