204

============================================================

يغزو، ولصار: [يا) (1) هند ترمي بمنزلة آنا آومي، ويخشى، ويغزو، ويرمي تحذف منهن الحروف التي في آخرها علامة للجزم، ولا يمكنهم حذف هذه العلامات، لأن الفاعل لا يحذف، ولأنهم لو حذفوها كان ذلك نقض الغرض، ولم (2) يمكن بقاء الاعراب فيما قبل آخر هذه العلامات ، لأنها صارت وسطا ، والاعراب لا يكون إلا في الأواخر، ولا يمكن أن ينقل الاعراب الى هذه العلامات ، ولا يمكن ان يؤتى بحرف بعد الآخر يكون فيه الاعراب، لأن الاعراب لا يكون إلا في آخر الكلمة ، والعوامل إنما تغير الأواخر، فلا بد أن يكون الحرف الذي تغيره العوامل موجودا قبل العامل ، فلما تعذرت هذه الوجوه الثلاثة أزالوه ، فضعف آخر هذا الفعل عند لحاق هذه العلامات عن آخره قبل لحاقها في الرفع والنصب . وأما في الجزم فلم يقع ضعف، لأن الفعل في الجزم قبل لحاق هذه العلامات ساكن الآخر، وبعد لحاقها كذلك، فألحقوا النون في الرفع لتكون عوضا من الضمة، وخضوا بذلك النون ، لأن النون شبيهة بحرف المد واللين بسبب الغنة: وكان القياس أن تلحق في النصب أيضا، لكن منعهم عن ذلك آن (يضربان) في الفعل نظير (الزيدان) وقد كان منصوب الزيدين يحمل على مخفوضه، فجعلوا (يضربان) في النصب محمولا على الجزم، لأن الجزم في الأفعال نظير الخفض في الأسماء، لمكان الاختصاص، فلزم عن هذا أن يقال في الرفع : يضربان، وفي النصب : لن يضربا، وفي الجزم : لم يضربا، وكذلك (يضربون) نظيره من الاسم : الزيدون، والزيدون ينصب كما يخفض، فيضربون يجزم كما ينصب (3).

وأما (تضريين) فجرى مجرى : يضربان ويضربون، لأن كل واحد (1) تكملة يلتثم بها الكلام.

(4) في الأصل: "فلمه، والوجه ما أثبت.

(3) انظر الكتاب 19/1، شرحه للسيرافي 1/ ص 157 فما بعدها، الإيضاح في علل النحوص 204

Страница 204