الفصل الثامن فى التناقض
والتناقض نوع من التقابل الذي ذكرناه فى الفن الثانى من المقالة الأولى، وهو اختلاف قضيتين بالسلب والايجاب بحيث يلزم عنه لذاته أن تكون احداهما صادقة والأخرى كاذبة.
وانما تكونان كذلك اذا اتفقت القضيتان فى الموضوع والمحمول لفظا ومعنى واتفقتا فى الكل والجزء والقوة والفعل والشرط والاضافة والزمان والمكان.
أما اذا اختلفتا فى شيء من هذه الاشياء لم يجب ان تقتسما الصدق والكذب مثل ان تختلفا فى الموضوع، فقيل: العين مبصرة وعنى بالعين هذا العضو المبصر، وقيل العين ليست بمبصرة وعنى به الذهب لم تتناقضا بل صدقتا جميعا.
أو تختلفا فى جانب المحمول فقيل: زيد عدل وعنى به العادل وقيل ليس بعدل وعنى به العدالة لم تتناقضا اذ قد تصدقان جميعا.
أو تختلفا فى الجزء والكل فقيل: الزنجى أسود وعنى به فى بشرته وقيل:
ليس بأسود وعنى به فى لحمه وأسنانه صدقتا.
أو تختلفا فى الاضافة فقيل: فلان عبد وعنى به أنه عبد الله وقيل: ليس بعدل وعنى به العدالة لم تتناقضا اذ قد تصدقان جميعا.
أو تختلفا فى الجزء والكل فقيل: الزنجى أسود وعنى به فى بشرته وقيل:
ليس بأسود وعنى به فى لحمه وأسنانه صدقتا.
أو تختلفا فى الاضافة فقيل: فلان عبد وعنى به أنه عبد الله وقيل: ليس بعبد وعنى به أنه ليس بعبد الانسان صدقتا.
أو تختلفا فى القوة والفعل فقيل: الخمر مسكرة وعنى به فى القوة وقيل ليست بمسكرة وعنى به فى الفعل لم تتناقضا.
أو تختلفا فى الزمان فقيل: النبي صلى الله عليه وسلم صلى الى بيت المقدس وعنى به قبل تحويل القبلة وقيل: لم يصل الى بيت المقدس وعنى
Страница 209