للموضوع.
ولا يتصور اثبات شيء لآخر الا اذا كان ذلك الآخر ثابتا، اما فى نفس الأمر أى الوجود الخارجى، أو فى الوهم بأن يحكم الذهن عليه بوجود هذا المحمول له لا فى الذهن فقط بل على أنه اذا وجد وجد له هذا المحمول.
فان لم يكن للشىء وجود الا فى الذهن، فمحال أن يحكم عليه بثبوت شيء له لا فى الذهن بل فى نفس الأمر وليس هو موجودا فى نفس الأمر.
وانما أوجبنا أن يكون الموضوع فى الموجبة المعدولة موجودا لا لأن قولنا غير بصير لا يقع الا على الموجود، بل لأن الايجاب نفسه يقتضي ذلك سواء كان غير بصير يقع على الموجود والمعدوم أو لا يقع الا على الموجود.
وربما يقبل فى الظاهر الايجاب المعدول على ما هو محال الوجود لمطابقة ذلك الايجاب السلب، مثل ما يقال: العنقاء هو غير موجود أو الخلاء (1) معدوم والتحقيق ما ذكرناه.
وأما السلب فيصح عن كل موجود ومعدوم، اذ ما ليس موجودا فيصح سلب جميع الأشياء عنه فيصح أن تقول: شريك الله ليس هو بصير.
لأنه اذا لم يكن فلا يكون بصيرا ولا سميعا ولا شيئا من الأشياء.
ولا يصح أن تقول: «شريك الله هو غير بصير» لأن هذا حكم بايجاب الغير بصيرية لشريك الله وما هو محال الوجود لا يتصور اثبات أمر له وان
غ
Страница 179