الفصل الثانى فى اللفظ المفرد والمركب
اللفظ المفرد هو الذي يدل على معنى ولا يدل جزء منه على شيء أصلا، حين هو جزؤه مثل قولنا: «انسان» فان جزأ منه-وليكن «ان» مثلا أو «سان» - لا يدل على جزء من معنى انسان ولا على شيء خارج عن معناه حين جعل جزء لفظ انسان.
وكذلك عبد الله اذا جعل اسم لقب لا نعتا له باضافته الى الله تعالى بالعبودية، فان جزأ منه حينئذ لا يدل على شيء أصلا وصار هذا الاسم فى حقه كالمشترك، تارة تطلق لقصد التعريف فيكون اسما مفردا وتارة يراد للوصف فيكون مركبا.
ومن أوجب فى هذا الحد زيادة تخصيص-وهى أن لا يدل.
جزء منه على جزء من معنى (1) الجملة لاعتقاده أن بعض أجزاء الالفاظ المفردة ربما دلت على معانى غير أجزاء الجملة ك «عبد» مثلا من عبد الله أو «ان» -من انسان فان كل واحد منها دال على شيء وان لم يكن جزء معنى الجملة- فقد أخطأ، لأن دلالة اللفظ على المعنى ليست لذات اللفظ بل بالوضع.
والاصطلاح فتكون دلالتها تابعة لقصد المتلفظ وليس يقصد المتلفظ ولا الواضع بوضعه أن يدل بجزء المفرد على شيء أصلا حينما يجعله جزأ، فلا تكون له دلالة حينئذ البتة.
Страница 61