وَمن إنشائه الْكَرِيم إِلَى مؤيد الدولة بن منقذ جَوَاب كتاب ورد مِنْهُ فِي الْمَعْنى
إِذا امتطت يَد خَادِم الْمجْلس السَّامِي الأجلي المظفري الْمُؤَيد الْمُوفق المكرم مجد الدّين قدوة الْمُجَاهدين شيخ الْأَوْلِيَاء أَمِين الْعلمَاء مؤيد الدولة عز الْملَّة ذِي الفضيلتين خَالِصَة أَمِير الْمُؤمنِينَ لَا زَالَ ممتطيا لكاهل السُّعُود مبتنيا لمنازل الجدود مبقيا لمآثر يبقي بهَا مآثر الْآبَاء والجدود معتنيا بِكُل مكرمَة تدل على مَا يجحده النَّاس من انْقِضَاء وجود الْجُود قَلما تنهض مِنْهُ عاثرا أَو تسدد عائرا وصحبت فعل امتطائه ومكاتبه لمجلسه حيل بَينه وَبَين قلبه وفل ذكر الشوق الَّذِي يحل فِيهِ ذَلِك النُّور من غربه وخمد خاطره وَكَانَ أَبَا لَهب وظلت يَده كَأَنَّهَا من قلمه الَّذِي لَا يجود وَلَا يجدي حمالَة الْحَطب وَصَارَ كَمَا قيل فِي خَالِد الْقَسرِي ... وألكن النَّاس كل النَّاس قاطبة
وَكَانَ يولع بالتشديق فِي الْخطب ...
ثمَّ لَا يَنْفَكّ أَن تنفك حلقات كَبله ويتعزى بِأَن الثُّبُوت لمواجهة تِلْكَ البلاغة أَمر بِهِ مَاتَ المحبون من قبله ويتسلى بلوذعية تنَازع خاطر الْفضل لودعية يصفح إِذْ يتصفح ويتسمح يغْفر مَا يسمع ويلمح فهناك يُطلق عنان الجسارة مَعَ عيان الخسارة
وَورد من مَجْلِسه كتاب نثر عَلَيْهِ الْقبل وأقامه فِي مِلَّة الْوَلَاء إِحْدَى الْقبل وتهدد الخطوب بِهِ وَقَالَ لَهَا قبل وُصُوله مهلا قَلِيلا يدْرك الهيجا حمل وَكَاد قلبه يخرج لمباشرة فضَّة والاستبداد على الْفَم بِفضل اللثم وفرضه وتجمل نَهَارا بعقوده الدرية واستضاء لَيْلًا بنجومة الدرية وَعرفت مَا تَحت السُّكُوت من الاقتصاص وَمَا جَرّه صياح الدراج من الاقتناص وَالله سُبْحَانَهُ يعين كلا على كل وَلَا يعدمنا هَذِه الأنقاس الَّتِي هِيَ بِالْحَقِيقَةِ كالأنفاس مرددها مَا مل فَأَما سَلامَة الْخَادِم من تِلْكَ الورطة بعد الإشراف على تِلْكَ الخطة وإفلاته من قبضتها وان لم يكن لَهُ فِي الْعلم بِالْحَرْبِ وَلَا فِي الْجِسْم بسطة فَإِنَّهُ يستعير لِسَانه الفصيح وَعطفه الفسيح لانجاده على شكر نعْمَة الله سُبْحَانَهُ فَإِنَّهَا وَإِنَّهَا وَقد كَانَت عَظِيمَة خَالف فِي ركُوبهَا النهى وَإِن نهى فانه كَانَ من النظارة وَمَا
3 / 44