241

============================================================

4 {فصل} فى التوبة ووجوبها وكيفيتها . قال لله تعالى (وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون) وقال تعالى (إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات) الآية. وقال تعالى (ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة ثم تابوا من بعد ذلك وأصلحوا إن ربك من بعدها لغقور رحيم) وقال تعالى (إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم) الآية . وقال تعالى (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ) وقال "الشاب التائب حبيب الله ، التائب من الذنب كمن لا ذنب له" وقال " إذا تاب العبد فقبل الله توبته أنشى الحفظة ما كان يعمل ، وقيل للآرض ولجوارحه اكتمى عليه ولا تظهرو مساويه آبدا" وقال "من تاب قبل طلوع الشمس من مغربها تاب الله عليه" وقال الفضيل رحمه الله : لا يرد الجور بالسيوف ، وإنما يرد بالتوبة.

وقد اجتمعت الأمة على وجوبها ، لأن الانخلاع من المعاصى واجب على الدوام ، فصارت التوبة واجبة على الفور، وهى من أصول الاسلام، وهى منقسمة إلى توبة بين العبد وبين الله - وهى الى يسقط بها الائم - وإلى توبة في الظاهر وهى التى تعود بها الشهادة والولاية أما الأ ولى فانه يندم على ما فعل ، ويترك فعله فى الحال ، ويعزم على أن لا يعود إليه أبدا ، فان لم يتعلق به حق مالى لله ولا للعباد كقبلة الاجنبية ومباشرتها فيما دون الفرج، فلاشى، عليه سوى ذلك . وإن تعلق بها حق مالى كمنع انزكاة والغصب والخيانة فى آموال الناس ، وجب مع ذلك تبرئة النمة عنه بأن يؤدى الزكاة ويرد أموال الناس إن بقيت ، ويغرم بدلها إن لم تبق أو يستحل المستحق فيبرئه ، ويجب آن يعلم المستحق إن لم يعلم به ويوصله إليه إن كان غائبا وغصبه منه هناك ، فان مات سلمه إلى وارثه فان لم يكن له وارث وانقطع خبره دفعه إلى 7-8

Страница 241