Красноречие Запада
بلاغة الغرب: أحسن المحاسن وغرر الدرر من قريض الغرب ونثره
Жанры
وحينما يكاد القلب يتميز من الغيظ الطاهر ترين هواء المدن يخنقه عند كل ضربة من ضرباته، ولكن أنين عذابها الاجتماعي يشاهد مجتمعا فوق دخانها مكونا كلمة يسمعها من شط
16
أو دنا بصوت جلي.
تعالي فما السماء إلا كأنها هالة من نور تحيطك بزرقتها إذ تضيئك وتحميك، وما الجبل إلا معبدك والغاب قبابه، وما الطير يميله الهواء على الغصون الميادة والأزهار وعرفها والعصافير وأنينها إلا لتنعش الهواء الذي تستنشقينه ولتحفه بالبشر والابتهاج، وما الأرض إلا بساط جميل مد تحت أقدام بنيك اللطيفة.
أحب يا حواء كل شيء في المخلوقات إذ أشاهدها منعكسة في نظرك التائه في مهامه الأماني، والذي يبث أنى تنقل لهبه المزدان بجميع الألوان، وإن استراح بعد تقلبه زاد بهاؤه وانبعث سحره ففاق هاروت وماروت.
هيا ضعي يدك النقية المزرية بدمى
17
العاج فوق قلبي المتمزق، ولا تذريني وحدي مع الطبيعة التي أعرفها حق المعرفة لئلا يتطرق إلي الوجل منها، فقد قالت لي بلسان فصيح:
إني لدار تمثيل لا تعرف للتأثر معنى، ولا تضطرب تحت أقدام ممثليها. درجات سلمي من الزمرد، وفناؤها من المرمر الأبيض، ونحتت الآلهة أعمدتها؛ فلا أسمع صراخكم ولا أنينكم، وأكاد أحس بمرور تمثيل رواية المجتمع الإنساني، وأنشد في السماء المتفرجين البكم بلا طائل.
أجوب البلاد كالأعمى الأصم، وأجول بين الأمم التي يخطئها الحصر مزدرية بهم لا أميز بين دورهم وقبورهم، وشتائي يحصد النفوس له قربانا، كما لا يشعر ربيعي بشغفكم به.
Неизвестная страница