Красноречие Запада
بلاغة الغرب: أحسن المحاسن وغرر الدرر من قريض الغرب ونثره
Жанры
من الأبوة وحنانها، وللأسف كنت أسرد والسرور ملء فؤادي أسماء البلاد التي ستدوخها متفائلة بانتصارك على اليون،
9
وكنت أعد معدات عيد هذا الظفر، وما كنت منتظرة أن يفتتح بأن تهرق دمي ولا خوفي من هذه الضربة هو الذي يذكرني بطيبتك الماضية.
لا تخش أمرا فإن قلبي ليغار على مجدك وشرفك، ولا يجترئ أن يقترف ما يحمر من أب مثلك الوجه خجلا، ولو كنت لا أفكر إلا في الدفاع عن حياتي لكنت أستطيع أن أحفظ تذكارا جميلا، ولكنك تعلم لسوء حظي وعثار جدي أن هناء أمي وحبيبي مرتبط بي، وأن ملكا يجلك يود لو يرى يوما يشهر فيه زفافنا الفخم.
وثق حبيبي بقلبي الذي وعد بهواه، وقد عد نفسه سعيدا حينما وعدته بزواجي، فما قولك في خوفه وإشفاقه إذ يعلم قصدك، وترى والدتي أمامك تذرف وابل الدمع؛ فعفوا عما سولت لي به الآن نفسي لتدارك عبرات تسيل بسببي.
أجاممنون :
لقد قلت حقا يا بنيتي، وليت شعري لأي جرم يطلب غضب الآلهة قربانا لتكفيره، ودعاك باسمك هذا الوحي القاسي ليهدر دمك على المذبح، وما كان شغفي بك منتظرا توسلاتك للذود عن حياتك، بل طالما قاومت هذا الأمر.
أتظنين أن هذا الحب الذي تعترفين به بنفسك، وفي هذه الليلة أخبرت بأني أعلنت بطلان هذه الإرادة التي جعلوني أقبلها لفائدة اليونان التي سينالونها منك، وذهب أركاس ليمنعك عن المجيء ولات حين مناص؛ إذ لم تشأ الآلهة أن يصادفك، وخدعوا ما بذله أب تعس سيئ الحظ، يحميك بلا طائل ولا جدوى مما صبوه عليك من العقاب الأليم.
لا تعتمدي على قوتي الضعيفة في حمايتك والدفاع عنك؛ فلا أحد يستطيع أن يوقف حرية شعب عند حد إن أرادت الآلهة رفع نير الاستعباد عن عاتقه؟
فإذن يجب عليك بنيتي أن تخضعي فقد أزفت ساعتك، وفكري جيدا في أي مرتبة ربيت ونشأت، وإني أعظك بهذه النصية التي لم أكد أتلقاها. واعلمي أن موتك أهون مما سأعانيه بعدك من الحسرات والآلام التي تهد شوامخ الأطواد.
Неизвестная страница