Современная риторика и арабский язык
البلاغة العصرية واللغة العربية
Жанры
ويبدو لي أني سأقضي سائر عمري في المستقبل في الدعوة إلى العلم، كما قضيت عمري الماضي في الدعوة إلى الصناعة .
ونحن في مصر نحيا في حلكة من الجهل، لا يكاد ينفذ إليها شعاع من العلم، هذا العلم الذي تؤلف عنه ألوف الكتب وتصدر في شرحه ألوف المجلات في جميع عواصم أوروبا وأمريكا، بل لقد شرعت عواصم الهند والصين ومن قبل ذلك اليابان في التنوير بل في التثقيف العلمي، ولأننا نجهل العلم نجد ناسا فارغين يتحدثون عن الأدب كما لو كان شعوذة ولهوا بل إن منهم من يجد العلم في تصغير محطة إلى محيططة وقلب الواو ياء ووصف الخادمة بأنها خادم فقط بلا تاء، وكأن هذه الشعوذة هي رسالة حياتهم في هذه المدنية، أما صنع طائرة تستولي على السماء أو الاستعداد لغزو القمر أو إطالة عمر الإنسان إلى مائتي سنة أو إلغاء حرارة الصيف وبرودة الشتاء من المدن، أو زراعة البحار أو صنع اللحم من الخشب؛ كل هذا عندهم هراء صبيان، إنما الجد الخطير في حياتنا أن نعرف أن تصغير محطة هو محيططة.
إن أوروبا في نهضة علمية منذ 500 سنة، ولن ننتظر 500 سنة حتى نبلغ مكانتها؛ ولذلك يجب أن نجري بدلا من أن نمشي، بل أن نثب بدلا من أن نجري.
ولكن هل نستطيع أن ندرس العلوم في لغتنا بحيث تسير الثقافة العلمية جنبا لجنب مع الصناعة أو الحضارة العلمية؟
أجل نستطيع أن ندرس العلوم في لغتنا، ولكن ليس مع الحروف العربية الحاضرة؛ لسبب واحد هو: أن العلوم الأوروبية والأمريكية - وليس في العالم غيرها - تعتمد في تكوين كلماتها التي تعبر عن معانيها العلمية على الاشتقاق اللاتيني في الأكثر، والإغريقي في الأقل.
فتكوين الكلمة بالاعتماد على أصل مشتق من هاتين اللغتين ينير المتعلم ويجعل الفهم ممكننا، وأيضا سهلا؛ لأن النظرة الأولى للكلمة توضح وتشير.
وهناك بالطبع اتجاه إلى ترجمة الكلمات العلمية بكلمات عربية، وهذا مجهود ضائع، وهو كمن يحاول عبور الأقيانوس بالسباحة، فإننا نستطيع أن نسبح على شاطئ الأقيانوس الأطلنطي ولكننا لن نستطيع السباحة من الشاطئ الأفريقي إلى الشاطئ الأمريكي، وهذا شأننا في الكلمات العلمية؛ فإن هناك نحو خمسين ألف أو ستين ألف كلمة لا يمكن بتاتا أن نقوم بترجمتها؛ أي إيجاد أو اختراع كلمات عربية تدل على معانيها بل إني أتهم من يحاول هذه الترجمة بأنه يعمل من حيث لا يدري على تأخير نهضتنا العلمية.
وهذا هو ما يفعله المجتمع اللغوي.
ألم ينشأ المجمع اللغوي في عصرنا الزراعي الإقطاعي؟
قد نقول: ولم لا تنقل الكلمات العلمية كما هي في اللغات الأوروبية، فنقول مثلا: بنسلين وزولوجيه وأكسيد الكربون إلخ؟
Неизвестная страница