Бакаийят
بكائيات: ست دمعات على نفس عربية
Жанры
قلت وأنا أشيح بيدي: وإهانتها لي؟!
استنكرت: لا يمكن أن تتفعل هذا. ... طيبة وتحبك.
أردت أن أغلق بابا تأتي منه الريح: لا داعي. انتهى كل شيء لقد أهانت بلدي.
حاولت أن تعتذر عنها: ربما كانت فلتة لسان. لا يمكن أن تقصد هذا. أنت دائما حساس أكثر مما يجب. تخلق أوهاما وتصدقها.
أشرت بيدي لأسدل ستار الختام: لم تكن تكف عن الاتهام: أنتم ... أنتم ... أنتم ... كأننا من طينة الأقزام وهي من طينة العمالقة. إني أشكو بلدي حقا. أحزن لتخلفه البشع، أحاول أن أقرع أجراس الخطر ليصحو، أجلده بسياط النقد، لكني أعبده، أدفع عنه الحقد. إنها لم تحبني أبدا. - كنت أشعر أنها سعيدة بجوارك. - سعادة السيد الذي يسحب كلبا من نوع نادر. - أف من لسانك القاسي! أتظل مازوخيا للأبد؟ طالما أكدت لي أنها تحبك. - لنترك هذا. قلت لك: «إيروس» يكرهني. استخسر سهامه في. هل نجلس في مكان قريب؟ - أتحب أن نتعشى ؟ مطعمك المفضل قريب. - لا، لا. لقد تأخرت. لا نفس لي.
هتفت كأنها رأت معجزة: أتعرف إلى أين؟ إلى حبيبتك القديمة.
صحت ضاحكا: لا مخلص إلا الموت! فلنذهب إليها.
عروس ماتت في حضن كتاب
لم تكن أول مرة نزورها. إنها ترقد هناك، آمنة وادعة في سلام المقبرة القديمة. أعرف الطريق إليها. أوشك أن أعرف عدد الخطوات إلى قبرها، على اليمين بعد البوابة العتيقة المجللة بالورود والتيجان، في الممشى الضيق المخضل بالعشب، خامس شاهد على اليمين. كم صحبوني إليها، كم حدثوني عنها. أستاذ اللغات السامية الطيب، ذو الحاجبين المرتفعين كمنقار النسر، صاحبتي الأولى التي جرتني إليها، وصممت أن تكون أول قبلة تسمح بها إلى جوارها، وبالقرب منها، الدليل السياحي الذي أرشدنا لآثار المدينة وأنهال من فمه شلال الذكريات والمعلومات الموثقة عنها. وهي دائما هناك. ممددة على القبر بردائها الشفاف الذي لبسته لآخر مرة. وثنيات الرداء منسكبة في منحنيات رقيقة مع جسدها النحيل كجسد ملاك. ذراعاها متدليتان على صدرها في استسلام القديسات، ويداها تمسكان بكتاب مفتوح سألت عنه، فقالوا هو الكتاب المقدس، تشع من وجهها وعينيها الطيبتين الحالمتين هالة الورع والجمال والرضا، كأنها «أوفيليا» الطافية على صفحة غدير صاف. يخيل للعين في كل لحظة أنها تخلص نفسها من الرخام الرمادي الداكن، وتطير فوقه. كيف استطاع الفنان الذي نحت تمثالها أن يقهر الحجر، أن يحوله إلى نهر حزين شفاف. أن يثبت الحلم في طينته ويطلقها في نفس الوقت من قبضته؟
كنت أستعيد الذكريات، ونحن في الطريق إليها. ظلت عيني ترصد كل ما تراه الشجرة التي رأيت السنجاب يتسلقها في خفة وجنون، ويتلفت نحوي مذعورا، البيت الملون الواجهة بالأخضر والأبيض الذي دخلته مرة بدعوة من فلكي ومنجم أراد أن أترجم له لوحة كبيرة بأبراج السعد التي تنتظر الملك السنوسي، وينوي إهداءها إليه في عيد ميلاده، مكتب الصحة الصاعد نحو الغابة الذي سرت فيه لأول مرة مع زميلة ذاهلة العينين طيبة الوجه ، ظلت طول الوقت تبدي إعجابها بلوكريثيوس وطبيعة الأشياء.
Неизвестная страница