122

Бакаийят

بكائيات: ست دمعات على نفس عربية

Жанры

وعلى جبينها الكبير الحالم تهجع أعواد البوص.

ورود الماء اختلجت من لمستها تتنهد حولها،

أحيانا توقظ عشا في شجرة حور نائمة؛

فتفلت منه رعشة جناح صغيرة،

أغنية غامضة تهبط من النجوم الذهبية.

ها أنت يا أوفيليا الحزينة الشاحبة تسبحين فوق أمواج النهر الشاحب الحزين كزهرة سوسن كبيرة تهدهدها المياه الناعمة، الصفصاف المرتعش يبكي على كتفيك، وعلى جبينك الناصع الكبير ترقد زهرة الحب البريء. تسبحين من ألف عام، أغنية غامضة تهبط علينا من النجوم الذهبية. وشاعر حديث اسمه «رامبو» همس بأغنيتك التي تردد أصداء جنونك الحنون. كان تقيا وبريئا مثلك، طفلا قلقا رآك في ألق النجوم.

والشاعر يقول إنه رآك في ألق النجوم؛

باحثة بالليل عن الزهور التي قطفتها يداك، ويقول إنه أبصر أوفيليا الشاحبة طافية على الماء، مكفنة في وشاحها الطويل كالزنبقة البيضاء!

نعم! مت يا طفلتي عندما جرفك نهر أسود طويل. وقبلها غرق عقلك في لجة الظلام والجنون. ونحن نسأل اليوم، ولا ندري لمن نوجه السؤال: من المسئول عن جنونك وعن غرقك أيتها الزنبقة الطاهرة البيضاء؟ أهو الحب الذي خاب أملك فيه، حبك للفارس الحزين، لهاملت الشجاع النبيل المسكين؟ أم هو أبوك بولونيوس الذي جاءت عليك حكمته الحتماء حين حولك إلى فخ لئيم، ووضع على وجهك الجميل قناع التجسس على الحبيب المكتئب المذهول؟ أم تراه هو الملك كلوديوس الذي اغتصب العرش والملكة والمملكة، الثعبان المتوج الذي نفث السم في جسد الدولة، والدمل الكبير الذي نشر الصديد في عروق الحياة والمجتمع، ثم وجدت نفسك في بؤرة تطفح بالجشع والطمع، والفساد والعفن والتآمر والتلصص؟ من نسأل من هؤلاء ومن نتهم؟ هل جنى عليك أحدهم أم كلهم مشارك في الذنب والجناية؟ أتكون مأساة الحياة نفسها هي التي عجلت بمصيرك ومأساتك الحياة التي نخر الفساد جذورها، وحاصرتها الأبخرة الموبوءة فخنقت أنفاسها، وهبت عليها رياح الفجور فأطاحت بفضائلها؟ أم أنك قد كنت من البراءة بحيث لم تتحملي الحياة مع البشر، وكنت الوحيدة التي لم تسقط ولم تتلوث في عالم ساقط مسموم، ولهذا لم يبق أمامك إلا أن تلوذي بالجنون، وأن يسلمك الجنون إلى الموت؟ اعتل الزمن وتفشى المرض في كيان الطبيعة والدولة والمجتمع. فتعالي نحلم بالحب وبالحرية قبل أن تفيقي منه تحت سطح الماء. «تعالي نصحب خطواتك على طريق الحياة التي كنت شاهدة عليها قبل أن تصبحي شهيدتها. تعالي نبدأ من غرفة في منزل أبيك وأنت تودعين أخاك قبل سفره بقليل.» •••

تسلل الحب إلى قلبك كأنه طيف لطيف شريف. وتسللت معه الحيرة من هذا الضيف الرقيق المخيف. ويسارع أخوك «لايرتس» إلى تحذيرك مما يبديه لك الأمير هاملت من بوادر الحب، وينصحك أن تبقي وراء عواطفك، بعيدة عن مرمى الشهوة والخطر.

Неизвестная страница